شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان كثرة وقائع الإمام الهادي إلى الحق (ع)]

صفحة 453 - الجزء 1

  ونجى عبدالحميد هائماً وأولاد النجار كذلك على أفراسهم، وأتى الناصِر # فاستولى على المغَارِب جملة سهولها وجبالها، ورحضها من دنس شركهم، واستخفافهم بالشريعة إلى يومنا هذا، وظهر أمر الله وهم كارهون، وكان السبب الموجب لتعطيل الشرائع، وجحدهم بالصَّانع؛ إنكارهم لفضل العترة الطاهرة، واستغناءهم بأنفسهم عنهم، وبعلومهم بزعمهم عن علومهم، فلحقهم من أمر الله ما لحقهم من خسارة الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين، والحظ الغبين.

  وذكر ذلك يقول: لا يمتنع في حكمة الله - تعالى - أن يؤيد من عترة محمد ÷ في هذا الوقت رجلاً يطفيء نار الكفر ويخمد جمرة الأشرار، ويرحض بالجهاد بين يديه درن الأوزار، فينقلب المُنكر لفضلهم عارفاً، والنافر عنهم آلفا، فما ذلك عليه بعزيز، وكيف لا يكون والنبيء ÷ يقول، وهو الصادق فيما قال: «أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم»، فنسأل الله بلوغ أسباب الخير، وحسم مواد الشر، والصلاة والسلام على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

[بيان كثرة وقائع الإمام الهادي إلى الحق (ع)]

  [٣٠]

  وَكَمْ ليحيى ذي الأيادِي السابِقهْ ... مِنْ حَمْلَةٍ نحوَ الأعادي صَادِقهْ

  كأنها فَوقَ الطغاةِ صَاعقهْ ... مَشْفُوعَةٍ برجفةٍ وبارقهْ

  يحيى ها هنا هو يحيى بن الحسين أمير المؤمنين الهادي إلى الحق المبين، وقد تقدم الكلام في شيءٍ من أمره في مسألة الإحتجاج بقوله في مفاضلة الله بين عباده وتفضيله لمن شاء من خلقه، وإن كانت فضائله # مشهورة، وأيامه مذكورة.