[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]
  فيهم إلى قرية الغَيل(١) وكان فيها عسكرهم فتحصن فيها باقيهم ورجع # موفوراً، فمما روي من قوله في ذلك اليوم قوله #:
  الله يشهد لي وكل مثقّفٍ ... بالصبر والإبلاء والإقدامِ
  حقاً ويشهد ذو الفقار بأنني ... أرويت حديه نجيع طغامِ(٢)
  علاًّ ونهلاَّ في المواقف كلها ... طلباً بثأر الدين والإسلامِ(٣)
  حتى تذكر ذو الفقار مواقفاً ... من ذي الأيادي السيد القمقامِ(٤)
  جدّي علي ذي الفضائل والنهى ... سيف الإله وكاسر الأصنامِ
  والأمر فيه # ظاهر جداً، وكان معظم حروبه مع آل يَعْفُر وآل طَريف، ومع بني الحارث بن كعب.
  عدنا إلى تفسير الألفاظ:
  (الصاعقة): صوت عظيم يخلقه الله - سبحانه وتعالى - وربما أهلك به من شاء من خلقه كما قال سبحانه: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ}[الرعد: ١٣].
  و (الرجفة): هي حركة الأرض.
  و (البارقة) معروفة: وهي نار يوجدها الله - تعالى - في السحاب للتخويف والإعتبار كما قال تعالى: {يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا}[الرعد: ١٢]، معناه: لتخافوا عقابه، وتطمعوا في رحمته وثوابه، فهذه أمور هائلة من أمر الله - تعالى - فإذا اجتمعت كان الأمر فيها أعظم، والرَّوع منها أشد، فمثل حمله # على أعداء الله بمجموع هؤلاء
(١) الغيل: قرية في حاشد تعرف بغيل مغدِف. مجموع بلدان اليمن (٢/ ٦٢٧).
(٢) الطغام: أوغاد الناس الجمع فيه والواحد سواء، تمت مختار.
(٣) العل: الشربة الثانية ونهلاً الشربة الأولى، والمراد الضربة الثانية بعد الأولى.
(٤) القَمْقام ويضم: السيد والآمر العظيم. تمت ق.