شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]

صفحة 455 - الجزء 1

  فيهم إلى قرية الغَيل⁣(⁣١) وكان فيها عسكرهم فتحصن فيها باقيهم ورجع # موفوراً، فمما روي من قوله في ذلك اليوم قوله #:

  الله يشهد لي وكل مثقّفٍ ... بالصبر والإبلاء والإقدامِ

  حقاً ويشهد ذو الفقار بأنني ... أرويت حديه نجيع طغامِ⁣(⁣٢)

  علاًّ ونهلاَّ في المواقف كلها ... طلباً بثأر الدين والإسلامِ⁣(⁣٣)

  حتى تذكر ذو الفقار مواقفاً ... من ذي الأيادي السيد القمقامِ⁣(⁣٤)

  جدّي علي ذي الفضائل والنهى ... سيف الإله وكاسر الأصنامِ

  والأمر فيه # ظاهر جداً، وكان معظم حروبه مع آل يَعْفُر وآل طَريف، ومع بني الحارث بن كعب.

  عدنا إلى تفسير الألفاظ:

  (الصاعقة): صوت عظيم يخلقه الله - سبحانه وتعالى - وربما أهلك به من شاء من خلقه كما قال سبحانه: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ}⁣[الرعد: ١٣].

  و (الرجفة): هي حركة الأرض.

  و (البارقة) معروفة: وهي نار يوجدها الله - تعالى - في السحاب للتخويف والإعتبار كما قال تعالى: {يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا}⁣[الرعد: ١٢]، معناه: لتخافوا عقابه، وتطمعوا في رحمته وثوابه، فهذه أمور هائلة من أمر الله - تعالى - فإذا اجتمعت كان الأمر فيها أعظم، والرَّوع منها أشد، فمثل حمله # على أعداء الله بمجموع هؤلاء


(١) الغيل: قرية في حاشد تعرف بغيل مغدِف. مجموع بلدان اليمن (٢/ ٦٢٧).

(٢) الطغام: أوغاد الناس الجمع فيه والواحد سواء، تمت مختار.

(٣) العل: الشربة الثانية ونهلاً الشربة الأولى، والمراد الضربة الثانية بعد الأولى.

(٤) القَمْقام ويضم: السيد والآمر العظيم. تمت ق.