شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]

صفحة 464 - الجزء 1

  ويريد في قوله: (ويقرنوا الياقوت والأحجار): يقول: من لم يبلغ به الجهل إلى أن الياقوت والحجر في منزلة واحدة، وأن الله - تعالى - لم يفضل أحدهما على الآخر، فهو متمكن من الإستدلال والرجوع إلى الحق، والإعتراف بفضل آل محمد ÷ ومن بلغ به عمى الجهل أو تعامي الفتنة إلى أنهما سواء، فذلك لا يرجع إلى حق أصلاً، ولا يكون لهداية الله - تعالى - وتوفيقه أهلاً.

  [٤١]

  وتَجْعَلُوا العَبْدَ شَبِيهاً بالنبي ... في عَقْلِهِ وجِسْمِهِ والمنْصِبِ

  ما الليْثُ عِنْدِيْ فاعْلَمُوا كالثَعْلَبِ ... وإنْ غَدَا كِلاهُمَا ذا مخْلَبِ

  هذا شبيه بالأول يقول: من لم تبلغ به العماية عن طرق الهداية إلى أن لا فرق بين العبد المملوك الذي لا يقدر على شيءٍ وبين النبيء ÷ المالك الذي ملكه الحكيم سبحانه كل شيءٍ، ولم يفرق بينه وبين النبيء ÷ في جسمه المعتدل المخصوص بالكمال، وعقله الزائد على عقول الرجال، كما روى لي من أثق به عن والدي | بإسناده رفعه إلى رسول الله ÷ أنه قال: «أوتيت من العقل تسعة وتسعين جزءاً، وأوتي الناس جزءاً واحداً، فأمرني الله بمشاركتهم فيه، فقال عز من قائل: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}⁣[آل عمران: ١٥٩]»، ومنصبه الذي طال المناصب، واستحقر لؤي بن غالب، وكان من هامات العرب بمنزلة السَّنَام من الغارِب، فمن ساوى بينه وبين العبد الزنجي الذي جعله الشرع الشريف أرذل أجناس العبيد، كما يعلم فيمن تزوج إمرأةً على عبدٍ من أرذل طبقات العبيد أوجبنا عليه عبداً زنجياً، ولو تزوج على عبد من أعلى أجناس العبيد


= وذكره الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي # في البرهان في تفسير القرآن في الجزء الأول (ص ٨٩) في تفسير هذه الآية في معنى أولي الأمر، قال: يعني الأئمة من ولده القائمين مقامه، الحاملين ما حمله من أعباء الأمور، وسد الثغور ... إلخ.