[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]
  بماء من ماء الجنَّة، وظهرت فيه دلائل الإرهاص للنبوة، ولا أحداً من الأحرار في العرب والعجم فُعِل له مثل ذلك بل في جميع العباد، وأكثر ظنّي أن هذه الأمور التي خصّ بها # عند ولادته عند منكري فضله # وفضل عترته - قدس الله أرواحهم - من اليهود وسائر الفرق، منكرةٌ مجهولةٌ ومن جهل شيئاً عابه، وهذا نوع من أنواع الجهالة بحق النبيء - صلى الله عليه وآله -.
  والنوع الثاني أني سمعت من يقول: لي خمس أصابع وللنبي خمس أصابع، فبم فضله الله - تعالى - علينا؟ وبنى على هذا القول ما جانسه، ولذلك نبَّه كل عاقل متأمل بأن (الثعلب) لا يساوي (الليث) في قوة قلبه، وشدة بنيته، وما خصه الله - تعالى - به من الهيبة والجرأة، لا يساوي حالك - أيضاً - حال النبي ÷، وإن كان لك ما ذكرت من الأصابع فبين الأمرين بَون بعيد، يعرفه كل ذي عقل رشيد، وهذا وما شاكله وإن كان ممَّا لا يشتغل العلماء بذكره، والتنبيه على إنتهاك سر قائله وستره، فقد ألجت الضرورة إلى إيراده؛ لأن جواب مثل هذا الهتير(١) التبسم والإستخفاف، وإعمال السياط في الأطراف، فإن نجع(٢) وإلاَّ رجع إلى قواطع الأسياف.
  ثم تأسف على أنصار العترة $، ورضي الله عن أنصارهم من جميع الأنام، الذين عرفوا فضلهم، ولم يطلبوا العلل للتخلف عنهم، بل إستهانوا الموت الأحمر، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، فقال:
(١) الهتير، هو: الجاهل الأحمق المجادل بالباطل.
(٢) نجع كمنع، نجع الوعظ والخطاب فيه: دخل فأثر. تمت قاموس.