شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة الطف للحسين بن علي بن أبي طالب (ع)]

صفحة 475 - الجزء 1

[حكاية عدد أصحاب الحسين (ع)]

  [٤٣]

  وَهُمْ على ما جاءنا دونَ المائهْ ... كُهُولُهُم في الملتقى والأصبيهْ

  فَجَعْلُوا البِيْضَ الرقاقَ أعْصيهْ ... وصَادَمُوا أهلَ الردى والمعصيهْ

  كانت عُدَّتهم - رحمة الله عليهم - من الثمانين إلى التسعين فيهم من أهل بيت النبؤة بضعة عشر من أولاد علي وأولاد عقيل وأولاد جعفر - رضوان الله عنهم أجمعين -.

  [٤٤]

  لو أنكروا فضلَ أبي عبداللهْ ... ما وَهَبُوا تلكَ النفوسَ للهْ

  وطَلَبُوا لكلِّ أمرٍ عِلَّهْ ... واتَّخَذُوا للشُّبَهِ المُضِلهْ

[تألم الإمام # من أهل عصره]

  هذا ظاهر لكل عاقل منصف؛ لأنهم لو سلكوا مسلك طريقة الناجمة من أهل عصرنا هذا الذي أنكروا فضل العترة الطاهرة، واظهروا للناس أنهم شيعتهم وعلى مذهبهم بزعمهم، كأنهم لم يعلموا أن إجماعهم $ منعقد على أنهم أفضل الخلق، وأن الواجب على جميع أهل الملل الرجوع إليهم، والإنقياد لأمرهم، وقد صرح بذلك المرتضى لدين الله محمد بن يحيى في رسائله ~ ولا إشكال فيه فيحتاج إلى ذكر مواضعه، فلو كان أصحاب الحسين بن علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - وكان يلقب بأبي عبدالله، على مثل رأي من أنكر فضل أهل البيت $ في زماننا هذا ما صبروا معه # للقتلة الكريهة، والمثلة الشنيعة، وبهذا بلغنا عن قوم منهم أنهم متوجعون لقوم من المؤمنين أصيبوا معنا في عجيب⁣(⁣١)


(١) وقعة للإمام المنصور بالله # مع الغز (الأيوبيين) من أشهر وقائعه وأعظمها.