شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تفصيل أخبار ورود الناس على الحوض]

صفحة 511 - الجزء 1

  [جبتهما بالنعت لا بالنعتين⁣(⁣١)]

  وشواهد هذا الجنس كثيرة.

  و (الصدّامة) ها هنا: هي العصا، وسميت صدّامة لأنها تصدم من وجهت إليه، وأصل المصادمة: المدافعة الشديدة، وبذلك سُمي يوم الحرب يوم الصدَام، وتصادَم الفرسان إذا تلاقيا كلٌ يدفع صاحبه إلى نقيض مراده.

  قوله: (تنفي عن الفاسق عَظم الهامة): يريد؛ تكشف عظم رأسه عن أم دماغه؛ لأن الطرد لا يكون إلاَّ بذلك، وهو أهل لما وصل إليه من الإهانة والعذاب لبغضته ورثة الكتاب.

[تفصيل أخبار ورود الناس على الحوض]

  [٥٧]

  فمَنْ أتى وهو لنا وليُّ ... سقاهُ من كاساتِهِ⁣(⁣٢) النبيُّ

  ومَنْ أتى وهوَ بنا شقيُّ ... صبَّ على خُرْطُومِهِ العصِّيُّ

  هذا تفصيل معنى الخبر الذي في أول القصة، من أتاه وهو موالٍ لآل محمد - عليه وعليهم أفضل السلام - مبار لأعدائهم، متابع لهم في أعمالهم وأقوالهم، معترف بحقهم، مقرّ بفضلهم على جميع الأمة التي فضلها الله - تعالى - بفضل جدهم على جميع الأمم، سقاه النبي ÷ بكأسه، وأورده حوضه. وإن أتى وهو على غير الصفة المتقدمة صبَّ الحسنان الطاهران @ على خرطومه


= القائمة بالشيء وفي الكلام دلالة على شجاعته وحذقه. تمت من حاشية على الكشاف.

(١) هذه الزيادة غير موجودة في النسخة ولكن زيادة فائدة وتوضيح، تمت.

(٢) في (ن): كأسه.