شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان صحة ما تقدم من أخبار الحوض]

صفحة 513 - الجزء 1

  و (الحزين): معروف، و زيادة كشفه: أنه المغموم المهموم، وهو في الأصل مأخوذ من الصعوبة، ولهذا قيل للمكان الصلب حَزْن، كما أن السرور مأخوذ من الأسرَّة، وهي الأماكن السهلة المطمأنه.

  و (النادب): هو المعلن البكاء، الذاكر بلسانه موجبات الشجى، أخذ من الندب وهو الشق، فكأن فاعل ذلك يشق قلب نفسه وسامعه.

  قوله: (إذ لم يؤدِّ في الوداد الواجبا): لأن محبَّة أهل بيت النبي ÷ واجبة على كل مسلم لقول الله - تعالى - آمراً لنبيئه ÷: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]، فمن لم يخصصهم بالمودة فقد ظلم رسول الله أجره، وظالم رسول الله أكبر الظلمة وشر الفاسقين.

  وقد روينا عن النبيء ÷ أنه قال: «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي⁣(⁣١)». وهذا - كما ترى - أمر، والأمر يقتضي الوجوب، فلولا تخصيص الله - تعالى - لهم بالفضل لما قرن - عليه وآله السلام - حبَّهم بحب الله - تعالى - وحبِّه - عليه وآله السلام -، يعقل هذا كل مستبصر لم يطمس الران قلبه.

[بيان صحة ما تقدم من أخبار الحوض]

  [٥٩]

  هذا أخذناهُ بإسنادٍ قويّ ... وقَدْ نَظَمنَاهُ على حرفِ الرويّ

  إنِ ارعَوَى عن الضَلالِ مُرْعَوي ... فالناسُ قسمان سعيدٌ وغوِي


(١) أخرجه الإمام المرشد بالله في الأمالي (١/ ١٥٢) عن ابن عباس ®، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (٧٨).