[بيان صحة ما تقدم من أخبار الحوض]
  و (الحزين): معروف، و زيادة كشفه: أنه المغموم المهموم، وهو في الأصل مأخوذ من الصعوبة، ولهذا قيل للمكان الصلب حَزْن، كما أن السرور مأخوذ من الأسرَّة، وهي الأماكن السهلة المطمأنه.
  و (النادب): هو المعلن البكاء، الذاكر بلسانه موجبات الشجى، أخذ من الندب وهو الشق، فكأن فاعل ذلك يشق قلب نفسه وسامعه.
  قوله: (إذ لم يؤدِّ في الوداد الواجبا): لأن محبَّة أهل بيت النبي ÷ واجبة على كل مسلم لقول الله - تعالى - آمراً لنبيئه ÷: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]، فمن لم يخصصهم بالمودة فقد ظلم رسول الله أجره، وظالم رسول الله أكبر الظلمة وشر الفاسقين.
  وقد روينا عن النبيء ÷ أنه قال: «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي(١)». وهذا - كما ترى - أمر، والأمر يقتضي الوجوب، فلولا تخصيص الله - تعالى - لهم بالفضل لما قرن - عليه وآله السلام - حبَّهم بحب الله - تعالى - وحبِّه - عليه وآله السلام -، يعقل هذا كل مستبصر لم يطمس الران قلبه.
[بيان صحة ما تقدم من أخبار الحوض]
  [٥٩]
  هذا أخذناهُ بإسنادٍ قويّ ... وقَدْ نَظَمنَاهُ على حرفِ الرويّ
  إنِ ارعَوَى عن الضَلالِ مُرْعَوي ... فالناسُ قسمان سعيدٌ وغوِي
(١) أخرجه الإمام المرشد بالله في الأمالي (١/ ١٥٢) عن ابن عباس ®، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (٧٨).