شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب صاحب المقالة المقدم الذكر المنتسب إلى التشيع]

صفحة 527 - الجزء 1

  الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ}⁣[النساء: ١٤٥]. ومنكر فضلهم أشد الناس لهم بغضة، وأرذل مخالفيهم طبقة، لأنهم يدفعون الحق بما لم ينزل الله به سلطاناً، ولا يجدون عليه برهاناً إلاَّ بتقليد مشائخ لهم سابقين، لم يجعل الله لهم في وراثة النبوءة نصيباً، ولا في ولاية الأمر شركاً.

[جواب صاحب المقالة المقدم الذكر المنتسب إلى التشيع]

  [٦٨]

  فقالَ لستُ خارجاً عَنْ مذهبي ... لو جاءني جبريلُ أو جاءَ النبي

  إنَّ شيوخي قَدْ أجادوا أدبي ... وانتفختْ أوداجُهُ للغضبِ

  هذا جواب صاحب هذه المقالة المقدم الذكر المنتسب إلى التشيع، المتزيي بزي الصالحين، الذي ظهر للعترة الطاهرة عناده، واستبان منها شراده، لما بهرته الأدلة الكثيرة، وتظاهرت عليه الحجج الظاهرة المنيرة، قطع الحجاج بقوله: (لست خارجاً عن مذهبي لو جاءني جبريل أو جاء النبي) ÷ يقول: أنت أيها المحتج المستنصر المعنف في جحدان فضل العترة الطاهرة المنكر، المفسق بذلك المكفر، يدل بولادة النبوءة وشرف البنوة، وكونك من ولادة التنزيل، وكفالة جبريل، ولو جاء جبريل الأمين، وخاتم النبيئين، ما رجعت عمَّا أمرني به شيوخي عن إنكار فضل العترة والمساواة بينهم وبين أولاد أبي بكر.

  ثم يحتجّ بتأديب شيوخه له الذي كان أصلاً لإنكار فضل العترة الطاهرة، الذي جعلهم الله أدلاء أهل الدنيا، وشفعاء أهل الآخرة، فلما انتهى إلى هذه الحال من العماية إنتفخت أوداجه، وكثر لجاجه، فنعوذ بالله من الشقاوة والخسارة، ونسأله أن يجعل التقوى لنا بضاعة وتجارة.

  ثم عقب ذلك بنوع من أنواع الإستعطاف، وسبب من أسباب الألطاف، ووجه من وجوه الإنصاف.