شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حكايته لصفة حاله مع المخالف المنكر فضل العترة الطاهرة]

صفحة 528 - الجزء 1

[حكايته لصفة حاله مع المخالف المنكر فضل العترة الطاهرة]

  [٦٩]

  فقلتُ رِفْقَاً أيّها الإنسانُ ... بِحُبِّنَا يُسْتَكْمَلُ الإيمانُ

  وبُغْضُنَا غايتُهُ النيرانُ ... ونحنُ للخلقِ معاً أمانُ

  هذا صفة حاله مع المخالف المنكر فضل العترة الطاهرة، فأمره بالرفق والنظر والتثبت؛ لأن الأمر عظيم جسيم، وقال: (بحبنا يستكمل الإيمانُ): لأن باغض العترة يستحق النار وغضب الجبَّار، إنكار فضلهم أقوى أسباب البغضة؛ لأنه يصد الناس عن اتباعهم والفزع إليهم، فلو أتى بجميع خصال الإيمان على أبلغ الوجوه إلاَّ هذه الخصلة لما أغنى عنه ذلك من عذاب الله شيئاً؛ وكيف لا يكون الأمر كذلك وقد روي عن جابر بن عبدالله عن رسول الله ÷ أنه قال: «من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً، فقال له جابر: يا رسول الله وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم؟، قال: وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم⁣(⁣١)». والأخبار في ذلك كثيرة لا تحصى، لو لم يكن منها إلاَّ ما روينا عن النبي ÷ أنه قال: «حرمت الجنَّة على من أبغض أهل بيتي، وعلى من حاربهم، وعلى المعين عليهم أولئك لا خلاق لهم في الدنيا، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم». فهذا بالغ مبلغه لكل عاقل منصف.

  قوله: (ونحن للخلق معاً أمان): وذلك للخبر الذي رويناه أولاً أنه قال: «أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهب النجوم من السماء أتى


(١) رواه الإمام الناصر الأطروش في البساط (٩٨) والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (١٩٨) والإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان في الحقائق - خ -، والطبراني في الأوسط (٣/ ١٠٤) رقم (٤٠٠٢) والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٧٥) والشيخ الصدوق في المجالس (٢٧٣).