[ذكر طرف من كلام الناس في الروح والعقل]
[أقوال العلماء في الروح]
  فأما قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}[الإسراء: ٨٥]، فللعلماء فيه أقوال كلها توافق أدلة العقول.
  منها: أنه ÷ لما ادعى النبؤة وأنكرت قريش ذلك فزعوا إلى اليهود لأنهم أهل الكتاب، فقالت لهم اليهود(١): إسألوه عن ثلاث مسائل: عن أصحاب الكهف(٢)، وذي القرنين(٣)، وعن الروح ما هو؟
(١) هذا الخبر: رواه ابن إسحاق في المغازي مطولاً، والبيهقي في دلائل النبوة، وابن هشام في السيرة مطولاً ج ١/ ٣٢٩، والواحدي في أسباب النزول (٥٩٠) والزمخشري في الكشاف ج ٢/ ٦٤٥ في تفسر سورة الإسراء.
والسؤال عن الروح بمفرده صح من حديث ابن مسعود عند البخاري (١٢٥) و (٤٧٢١) و (٧٢٩٧)، ومسلم (٢٧٩٤)، والترمذي في التفسير (٥/ ٣٠٤) رقم (٣١٤١) وقال: حسن صحيح غريب، وأحمد (١/ ٤٤٤) و (٤٤٥)، وابن حبان (٩٨)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٥٣١) وصححه ووافقه الذهبي، والنسائي في السنن الكبرى (١١٣١٤) عن ابن عباس، ورواه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس (٦/ ٦٢) رقم (٨٠٠٢).
(٢) أهل الكهف، هم: الفئة المؤمنة التي قص الله تعالى قصتهم في سورة الكهف، وكانوا في زمن ملك طاغية يقال له دقيانوس يعبد الأصنام، ويذبح لها، ويقتل من دان بغير ذلك، وكان ينزل قرب الروم فلا يترك أحداً ممن يخالف ملته إلا قتله، وكانت قرية أهل الكهف من قرى الروم تسمى أقسوس، وكان دقيانوس منها، وكانوا أولاد جماعة من أشراف قومه خرجوا وناموا، وكانوا قبل عيسى # وانتبهوا بعده في زمن ملك صالح يقال له بيدوسيس وكان مؤمناً، ولبثوا في الكهف ثلاثمائة سنة وتسع سنين كما حكى الله في القرآن، وكانوا سبعة وثامنهم كلبهم، وكانت أسماؤهم: يمليخا، ومكشليتيا، ومشلينيا، وهؤلاء أصحاب يمين الملك، وكان عن يساره: مرنوش، ودبرنوش، وشادنوش، وكان يستشير هؤلاء الستة في أمره والسابع الراعي الذي وافقهم، وكان إسم الكلب قطمير، ويقال: إن الكهف قريب من الأردن. انظر: سلوة الأولياء للإمام أحمد بن يحيى المرتضى - خ -، الكشاف للزمخشري تفسير سورة الكهف.
(٣) ذي القرنين: عن علي #: (إن ذا القرنين لم يكن نبياً، ولكن عبداً صالحاً أحب الله =