[حكايته # لكثرة نعم الله تعالى عليه]
[حكايته # لكثرة نعم الله تعالى عليه]
  [٧٦]
  كَمْ نعمٍ عندي له لا تُحصى ... عمَّ بها سبحانه وخصَّا
  وأوجبَ الشكرَ لها ووصّى ... نصصتُ عنها شكر ربِّي نصّا
  (كم): معناه التكثير، لأنه لا يحصيها العادون، ولا يحصرها الحادون - كما قدمنا -، فكأنه قال: كثيراً نعم الله عليَّ، فلا مكافأة لها إلاَّ الشكر؛ لأنها لا يحصيها العادون، ولا يحصرها الحادون.
  قوله: (عمَّ بها سبحانه وخصَّا): يقول: من نعمه عليَّ ما هو مما يصل نفعه إلى غيري فلذلك كان عامًّا لعموم نفعه، خاصًّا بخصوص موقعه، وإيجاب الشكر على النعم وارد في الشريعة والعقل، قال سبحانه: {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ١٥٢}[البقرة].
  و (النص): هو إظهار الأمر، ومنه نصاص العروس، و (نصًّا): مصدره.
[الإمام المنصور بالله (ع) يذكر سعيه في إقامة الدين منذ صغره]
  [٧٧]
  ولم أزل لمَّا حملتُ القَلَمَا ... ثُمَّ يَفَعْتُ وبلغتُ الحُلُمَا
  أسعى إلى الدينِ الحنيفِ قُدُمَا ... ولو رماني دُونَ ذاكَ مَنْ رَمَى
  يقول في حال الصغر وحمله القلم وهو أول مراتب ترسخ الصالحين، و (يفعته): وهو ترعرعه دون البلوغ.
  و (بلوغ الحلم): هو بلوغ الحنث، وله في الشريعة ثلاث أمارات ليس لذكرها ها هنا وجه، أجرى الله - تعالى - العادة بإكمال العقل لمن أراد تعبده عند حصول إحداها،