شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام المنصور بالله (ع) يبين أن صغر السن لايمنع من إرتقاء المعالي]

صفحة 545 - الجزء 1

  يقول: ففي هذه الحالات كلها يسعى قدما إلى الحق في حال صغره⁣(⁣١)، بتربية الأبوين الصالحين ® وفي حال الكبر بالنظر والإستدلال، وقلة السآمة والملال، فلم ينفك من سعي إلى الخير إقتداءً وإبتداءً حتى حاز - بحمد الله - ما حاز من أسباب الهدى، فنسأل الله - تعالى - الثبات وإحماد العاقبة، وحسن الخاتمة، والصلاة [والسلام⁣(⁣٢)] على محمد وآله.

  و (الدين الحنيف): هو دين محمد وإبراهيم ª ومنه قوله سبحانه: {مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}⁣[البقرة: ١٣٥]، وقولهم دين الحنيفية و (الحنيف): هو المائل إلى الحق على الباطل في عرف الشريعة، وأصله في اللغة الميل عن كل شيءٍ، ومنه سمي الأحنف بن قيس⁣(⁣٣) لميل كان في رجله، روي أن أمه رأته يلعب مع الصبيان فساءها ميل رجله فقالت:

  والله لولا حنف في رجله ... ما كان في فتيانكم كمثله

  فلم يكن مثله، ولم يضره حنفه.

  قوله: (ولو رماني دون ذاك من رمى): يقول: لو صَّدني عن الحق من صدَّ بكلام أو فعال لم أنثنِ له؛ لأنه من قوم هوَّن الله عليهم مقاومة ليوث الرجال، في القتال والجدال.

[الإمام المنصور بالله (ع) يبين أن صغر السن لايمنع من إرتقاء المعالي]

  [٧٨]

  كم قائلٍ قال صغير السِّنِّ ... يُريدُ أنْ ينفي الكمالَ عنِّي

  فقلتُ هذا من عظيمِ المنِّ ... إنْ كنتَ ذا جهلٍ فسائلْ عنِّي


(١) نخ (ن): الصغر.

(٢) زيادة في (نخ).

(٣) الأحنف بن قيس أبو إسحاق شهد مع علي (ع) صفين وكان من محبيه وشيعته توفي سنة سبع وستين أو إحدى وسبعين. قال الثوري: ما وزن عقل الأحنف بعقل إلا وزنه. انظر الجداول (خ).