[الإمام المنصور بالله (ع) يبين أن صغر السن لايمنع من إرتقاء المعالي]
  يقول: ففي هذه الحالات كلها يسعى قدما إلى الحق في حال صغره(١)، بتربية الأبوين الصالحين ® وفي حال الكبر بالنظر والإستدلال، وقلة السآمة والملال، فلم ينفك من سعي إلى الخير إقتداءً وإبتداءً حتى حاز - بحمد الله - ما حاز من أسباب الهدى، فنسأل الله - تعالى - الثبات وإحماد العاقبة، وحسن الخاتمة، والصلاة [والسلام(٢)] على محمد وآله.
  و (الدين الحنيف): هو دين محمد وإبراهيم ª ومنه قوله سبحانه: {مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}[البقرة: ١٣٥]، وقولهم دين الحنيفية و (الحنيف): هو المائل إلى الحق على الباطل في عرف الشريعة، وأصله في اللغة الميل عن كل شيءٍ، ومنه سمي الأحنف بن قيس(٣) لميل كان في رجله، روي أن أمه رأته يلعب مع الصبيان فساءها ميل رجله فقالت:
  والله لولا حنف في رجله ... ما كان في فتيانكم كمثله
  فلم يكن مثله، ولم يضره حنفه.
  قوله: (ولو رماني دون ذاك من رمى): يقول: لو صَّدني عن الحق من صدَّ بكلام أو فعال لم أنثنِ له؛ لأنه من قوم هوَّن الله عليهم مقاومة ليوث الرجال، في القتال والجدال.
[الإمام المنصور بالله (ع) يبين أن صغر السن لايمنع من إرتقاء المعالي]
  [٧٨]
  كم قائلٍ قال صغير السِّنِّ ... يُريدُ أنْ ينفي الكمالَ عنِّي
  فقلتُ هذا من عظيمِ المنِّ ... إنْ كنتَ ذا جهلٍ فسائلْ عنِّي
(١) نخ (ن): الصغر.
(٢) زيادة في (نخ).
(٣) الأحنف بن قيس أبو إسحاق شهد مع علي (ع) صفين وكان من محبيه وشيعته توفي سنة سبع وستين أو إحدى وسبعين. قال الثوري: ما وزن عقل الأحنف بعقل إلا وزنه. انظر الجداول (خ).