شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض المعارضة للمنصور بالله (ع)]

صفحة 546 - الجزء 1

  صدر هذا البيت وما يجانسه لقصة بل لقصص شرحها يطول، وذلك أن من قدمنا ذكره من المنتحلين عداوة العترة الطاهرة وإنكار فضلها الذي إبتدأها الحكيم - سبحانه - به، أكثرَ إعتمادها في إحتجاجهم على صحة دعواهم هذه الباطلة بذكر مشايخ لهم، تقدمت موالدهم، وطالت أعمارهم، حتى حدبت ظهورهم، وأنخصت⁣(⁣١) شعورهم، وهم مكبون على إنتقاص العترة الطاهرة المرضيَّة، المشرفة على جميع البريَّة، فإذا حضَّهم الصالح على إتباع أهل البيت $ وتفضيلهم على جميع الأنام قال قائلهم: نحن على مذهب فلان؛ وهو لا يرى تفضيلهم، وهو على الحق لأنه شيخ كبير عالم قد مضى له من العمر كذا وكذا سنة، على هذا الرأي حتى نخص رأسه، وسقطت أضراسه، وهو يرويه عن شيوخ مثله ينعتهم بمثل نعته.

[ذكر بعض المعارضة للمنصور بالله (ع)]

  وقد سمعت ما يقرب من هذا الكلام وأخبرت من طرق شتى بما يجانسه؛ من ذلك ما رواه لي بعض من أثق به من الإخوان: أنه ناظر رجلاً منهم إلى أن أفضى الحال إلى ذكر من يؤخذ عنه العلم فذكر المخالف من يعتمد عليه من شيوخه، فقال صاحب الحق: لسنا نأخذ العلم إلاَّ عن أهله وهم آل النبي ÷، لأنهم أهل الحق ومعدن العلم، والنبي أبوهم، وكلٌ أعرف برأي أبيه، أو كلاماً هذا معناه، ولم آخذ هذا الكلام إلاَّ عن عبدالله بن حمزة، وسمعته يقول: (هم قرارة الحكمة، وفيهم وراثة الكتاب والنبوءة) فقال المخالف: (وكم عسى أن يفهم عبدالله بن حمزة في مدَّة قريبة وهو حديث السِّن، وشيوخنا قد توالت عليهم السنون الكثيرة؟) وعد⁣(⁣٢) منهم أشخاصاً، فجعل


(١) نَخِصَ لحمه كفرح، ذهب، تمت قاموس، والحدب محركة خروج الظهر ودخول الصدر والبطن: حَدِب كفرح، واحدب واحدودب وتحادب، وهو أحدب وحدبٌ، تمت قاموس.

(٢) نخ (ن): وعدد.