شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إختصاص أهل البيت (ع) بالعلم في الصغر بنص جدهم رسول الله ÷]

صفحة 547 - الجزء 1

  كبر السِّن حُجَّة، فأردنا إنهاء الذكر أن كبر السِّن وصغره لا تأثير له في زيادة ولا نقصان، وإنما التعويل على المعرفة.

  وقال: (إن كنت ذا جهلٍ فسائل عنِّي) يقول: إن كنت تريد الرشاد فاسأل شيوخك الذين عظم عندك خطرهم لكبر أسنانهم، وإضطراب أبدانهم، عن معرفتي في الدين، فإن أقروا بالواجب فذاك وإلاَّ فانظر بعين بصيرتك ما الواجب عليك؟ ومن يلزمك إتباعه؟ ومن يجوز لك خلافه؟ ولا تنظر في كبر ولا صغر؛ لأن أصاغر أهل البيت $ بالعلم والولادة النبوية كبار، وكبار أضدادهم بالجهل، واتباع العصبيَّة صغار. ومثل ذلك ذكر ابن عباس | لنجدة بن عامر الحروري في شأن علي بن الحسين @.

[إختصاص أهل البيت (ع) بالعلم في الصغر بنصِّ جدِّهم رسول الله ÷]

  [٧٩]

  العلمُ في آلِ النبي من صِغَرْ ... نَصَّ بذاكَ جدُّهُم خيرُ البشرْ

  وغَيرُهُم ليس بمغنيهِ الكِبَرْ ... لو شَابَ شعرُ رأسهِ أو انتثرْ

  قوله: (العلم في آل النبي ÷ من صغر): يريد؛ من وقت الصغر، معناه ظاهر، ودليله واضح من شاهد الحال، وقد كان الصدر الأول والذين يلونهم يعرفون ذلك ويعتقدونه، وقد كان عبدالله بن عباس - رحمة الله عليه - يفضل الحسن والحسين على نفسه، ويعرف حق قدرهما وعلمهما، وقصته مع علي بن الحسين @ ونجدة بن عامر مشهورة، وهو أكبر من أبيه الحسين #، ولازم النبي ÷ وأخذ العلم عنه، ودعا له ÷ بالتفقه في الدين وانتشار العلم، وكان في غاية الفطنة والمعرفة والكمال، فيفضل علي بن الحسين @ في حال صغره على نفسه في باب العلم، لأن