شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[سبب البسط في تفسير هذا البيت]

صفحة 70 - الجزء 1

[سبب البسط في تفسير هذا البيت]

  واعلم أن العلّة في بسط الكلام في معنى هذا البيت الذي فيه ذكر الأرواح إعتراض رجلين من الإخوان: أحدهما من العترة $، والثاني من شيعتهم - تولى الله توفيقهم - في أمر الأرواح وذكرها، فقاد الكلام بعضه بعضاً، والفائدة واقعة في الجميع.

  ثم لنرجع إلى ذكر معاني ألفاظ البيت:

  (الأرواح): جمع الريح والروح لما بينهما من الأخوة - أعني الياء والواو -، ولأنهما جمعا للقلة، ولأن الروح من قبيل الريح وجنسها، فالروح ما قدمنا ذكره.

[ذكر أنواع الرياح]

  والرياح أربع: قبول ودبور وشمال وجنوب، فالقبول ما أقبل من مطلع الشمس وهي الصبا، والدبور ما أتى من جهة الغرب، سمي دبوراً لاستدباره البيت الحرام، والجنوب من ناحية اليمن، والشمال من جهة الشام، ولها أسماء كثيرة ولا وجه لتطويل الكلام بها.

  وكل ريح اعترضت بين ريحين فهي نكباء.

[بيان دلالة الرياح على الله تعالى]

  وفي الرياح دلالة على الله - تعالى - لوجوه:


= الجواب عن ذلك: أن نقول مستقيم؛ أما أنه لا يجوز تراخي معلولها عنها فلأنه لو جاز خرجت عن كونها علة فيه وذلك لا يجوز، وكان لا ينفصل وجودها عن عدمها؛ لأن دليل وجودها ظهور معلولها، وما أدى إلى أن لا ينفصل وجود الشيء عن عدمه قُضِيَ ببطلانه.

وأما وجوب تقدّمها عليه وإلا لم تكن علّة فيه فمستقيم، والمراد تقدم الذات لتكون مؤثرة في الحكم لا تقدم الزمان؛ فيجوز التراخي، فيتناقض القول كما ذكرت في حركة الأصبع وحركة الخاتم؛ فإن حركة الأصبع متقدمة على حركة الخاتم تقدم الذات لا الزمان.