أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

باب عزائم سجود القرآن

صفحة 459 - الجزء 1

  ٨٢٥ - وبه قال محمد: وقال عبدالله بن موسى: «من أدركت من أهلي كانوا يفعلونه».

  ٨٢٦ - وقال قاسم بن إبراهيم: «أنا أفعله - يعني: يصلي بأهله - وليس هو شيء مؤقت».

باب عزائم سجود القرآن

  ٨٢٧ - وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر يقول: «العزائم أربع: {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ}


= حَرَجَ عَلَى مَنْ فَعَلَهَا غَيْرَ مُعْتَقِدٍ وَلَا قَائِلٍ بِأَنَّها سُنَّةٌ.

أَمَّا أنَّهَا غَيْرُ سُنَّةٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ ÷، فَلِأَنَّهُ قَدْ صَحَّ بِاتِّفَاقِ الْجَمِيعِ أَنَّهُ تَرَكَهَا، وَمَنْ أَثْبَتَ أَنَّهُ ÷ صَلَّاهَا فَقَدْ أَثْبَتَ أَنَّهُ تَرَكَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَقَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ أَزْكَى لَهُ»، بِهَذَا أَوْ مَعْنَاهُ بِرِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ.

وَقَوْلُهُمْ: إِنَّهُ إِنَّمَا تَرَكَهَا خَشْيَةَ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْهِمْ.

فَنَقُولُ: إِنَّمَا ذَلِكَ الْبَاعِثُ عَلَى التَّرْكِ، وَلَا يَلْزَمُ فِي الْعِلَّةِ الْبَاعِثَةِ عَلَى الْحُكْمِ أَنْ تَسْتَمِرَّ، وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَرْتَفِعَ الْحُكْمُ بِزَوَالِهَا.

أَلَا تَرَى أَنَّ الْبَاعِثَ عَلَى شَرْعِيَّةِ الرَّمَلِ فِي الطَّوَافِ قَدْ زَالَ، وَبَقِيَ الْحُكْمُ، وَكَذَا الْبَاعِثُ عَلَى شَرْعِيَّةِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَدْ زَالَ، وَبَقِيَ الْحُكْمُ.

وَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ أَنَّهَا لَا تُتْرَكُ إِلَّا فِي وَقْتِهِ ÷ لِاحْتِمَالِ أَنْ تُفْرَضَ لَقَالَ لَهُمْ: صَلُّوهَا بَعْدِي؛ لِيُبَيِّنَ بَقَاءَ سُنِّيَتِهَا، أَوْ: صَلُّوهَا وَحْدَكُمْ، أَوْ نَحْو ذَلِكَ، {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا ٦٤}⁣[مريم].

وَهَذَا هُوَ الْحُكْمُ فِي الْعِلَلِ الْبَاعِثَةِ إِنَّمَا تُطْلَبُ لِيُقَاسَ عَلَيْهَا، لَا لِيَخْتَصَّ الْحُكْمُ بِوُجُودِهَا.

مَعَ أَنَّهُ قَدْ صَرَّحَ الَّذِي أَمَرَهُمْ بِإِقَامَتِهَا جَمَاعَةً - عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - أَنَّهَا بِدْعَةٌ، وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَكَيْفَ يُقَالُ بَعْدَ ذَلِكَ إِنَّهَا سُنَّةٌ؟!.

وَأَمَّا أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِفِعْلِهَا مَعَ عَدَمِ الْقَوْلِ وَالْاعْتِقَادِ إِنَّهَا سُنَّةٌ، فَالرِّوَايَةُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ # فِي الْمَجْمُوعِ، وَعَنْ قُدَمَاءِ أَهْلِ الْبَيْتِ $ بِفِعْلِهَا؛ وَلِأَنَّ الصَّلَاةَ خَيْرُ مَوْضُوعٍ.

فَهَذَا عِنْدِي أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ، وَأَقْرَبُهَا إِلَى الْحَقِّ، وَلَا وَجْهَ لِرَدِّ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ مَعَ إِمْكَانِ الْجَمْعِ. واللهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.

كَتَبَهُ الْمُفْتَقِرُ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ: مَجْدُالدِّينِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْمُؤَيَّدِيُّ غَفَرَ اللهُ تَعَالَى لَهُمْ وَلِلْمُؤْمِنِينَ.