باب صلاة الخوف
  عامر الجهني قالوا: «لا تغرنكم ماشيتكم من صلاتكم، يظل أحدكم بماشيته برؤوس الجبال وبطون الأودية ثم يقولون: إنا قوم سفر، لا ولا كرامة، إنما السفر الماد من الأفق إلى الأفق».
باب صلاة الخوف
  ٦٤٨ - وبه قال: حدثنا محمد بن منصور قال: أخبرني جعفر، عن قاسم بن إبراهيم في صلاة الخوف عند المسايفة والمطاردة كيف هي؟ قال: «قال الله ø: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ ...} الآية، يقول: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ} في سفر وخوف، {فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ} يقول سبحانه: من جميعهم معك، {وَلۡيَأۡخُذُوٓاْ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ} كلهم من قام معك في الصلاة ومن لم يقم معك، {فَإِذَا سَجَدُواْ} يعني: الذين معه في صلاتهم آخر سجدة منها فأتموا وفرغوا من صلاتهم وسلموا فـ {وَلۡتَأۡتِ طَآئِفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ يُصَلُّواْ فَلۡيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلۡيَأۡخُذُواْ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡۗ}[النساء: ١٠٢]، كلهم من صلى معك، ومن لم يصل منهم، ولا يقال للطائفة الأخرى: لم يصلوا، إلا والطائفة الأولى قد صلوا، ولا تصلى صلاة الخوف إلا في سفر، ولا تصلى في الحضر.
  وصلاة الخوف أن يصلي الإمام بإحدى الطائفتين ركعة واحدة، ثم يقومون فيتمون الركعة الثانية، ثم يسلمون، والطائفة الأخرى المواقفة للعدو(١) في سلاحهم ليس لهم شغل سوى المواقفة والحراسة لأنفسهم وإخوانهم من عدوهم بالمصافة، فإذا رجع إليهم من صلى منهم، وقفوا للعدو موقفهم، ولم يزولوا حتى يتم إخوانهم من الصلاة ما أتموا، ويسلموا من صلاتهم كما سلموا، فتكون كل طائفة قد أخذت من الصلاة مع الإمام، ومن الحراسة لأنفسهم وإخوانهم كالذي أخذت من ذلك الطائفة الأخرى، فهذا أحسن الوصف في
(١) في (ب): لعدوهم.