أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

تراجم الرجال

صفحة 66 - الجزء 1

  وستين. أخرج له: محمد بن منصور، المؤيد بالله في شرح التجريد.

  ١٨ - جرير بن عبدالله البجلي؛ قدم سنة عشر؛ مات سنة إحدى وستين. قال السيد الإمام #: إن قيل: كيف قبلتم روايته، مع تضعيف الأمير الحسين وغيره له من أئمتنا؛ وذلك لميله عن علي # ولحوقه بمعاوية، وإحراق أمير المؤمنين بيته وطعامه؟ قلنا: أما مَنْ قَبِلَ فُسَّاقَ التأويل، فظاهر في قَبول روايته؛ ويقبل ما كان غير معارض. ومن لم يقبل، قال: كان ما رواه السيدان المؤيد بالله، وأبو طالب حال ستره، وقبل ظهور ما ظهر منه. إلى قوله: أو حجة على الخصم، وقد صح من طريق أخرى. أخرج له: أبو طالب، والمرشد بالله - @ -، والجماعة. وعنه: عبدالملك بن عُمَيْر وغيره. قلت: قوله: أما من قبل فساق التأويل فظاهر، يقال: لا لعمر الله تعالى ليس بظاهر؛ إنما ذلك فيمن يحتمل التأويل؛ أما من ظهرت منه الجرأة والمجاهرة، اتباعاً للهوى، وميلاً إلى الدنيا، فلا؛ ولهذا ضعفه الأمير الحسين # وغيره من أئمتنا؛ القابلين للمتأولين؛ وأي شبهة تحتمل في رفض سيد الوصيين، وأخي سيّد النبيين - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - الذي صرحت نصوص الكتاب والسنة المتواترة بوجوب ولايته، ولزوم طاعته، وأن الحق والقرآن معه، وأن حَرْبَهُ حَرْبُهُ، وَسِلْمَهُ سِلْمُهُ، وَوَلِيَّهُ وَلِيُّهُ، وَعَدوَّهُ عَدوُّه؟! وفرق الناكثين والقاسطين والمارقين قد قطعت النصوص المعلومة، طرقَ الاحتمالات لهم والتأويلات المزعومة؛ وكذا معاملة أمير المؤمنين # لهم بالقتل والقتال، وإنزاله بهم أشد النكال، يسد باب التأويل والاحتمال، فماذا بعد الحق إلا الضلال. أيقال: التبست عليهم الحال وداخلتهم الشبه، في الترجيح بين طاعته وطاعة معاوية قائد الفئة الباغية، ورأس الأحزاب، ومبدل أحكام الكتاب؟ كلاّ والله، إن ذلك من المحال؛ وإنما هو ما حذرهم الله سبحانه في كتابه وسنة رسوله ÷ من التبديل والتغيير، والانقلاب على الأعقاب. فيحقق هذا؛ فإنه من المواطن التي زلت فيها أقدام كثير من الأقوام؛ وطالب النجاة المتحري لمطابقة مراد الله تعالى لا يعرج على القال والقيل، بل يتبع الدليل، والله الهادي إلى خير سبيل. هذا، وفي شرح النهج: وروى الحارث بن حصين أن رسول الله ÷ دفع إلى جرير بن عبدالله نعلين من نعاله، وقال: «احتفظ بهما، فإن في ذهابهما ذهاب دينك». فلما كان يوم الجمل ذهبت إحداهما؛ فلما أرسله علي # إلى معاوية، ذهبت الأخرى؛ ثم فارق علياً واعتزل الحرب. هذا، وهو القائل:

  فَصَلَّى الإِلَهُ عَلَى أَحْمَدٍ ... رَسُولِ المَلِيكِ تَمَامِ النِّعَمْ

  رَسُولِ المَلِيكِ وَمَنْ بَعْدَهُ ... خَلِيفَتُنَا القَائِمُ المُدَّعَمْ

  عَلِيًّا عَنيتُ وَصِيَّ النَّبِيّ ... يُجَالِدُ عَنْهُ غُوَاةَ الأُمَمْ

  لَهُ الفَضْلُ والسَّبْقُ والمَكْرُمَاتُ ... وَبَيْتُ النُّبوةِ لَا يُهْتَضَمْ

  وهو الراوي عن رسول الله ÷ ما نصه: «علي أول الناس إسلاماً، وأقرب الناس رحماً، وأفقه الناس في دين الله، وأضربهم بالسيف، وهو وصيي [ووليي] وخليفتي من بعدي، يصول بيدي، ويضرب بسيفي، وينطق بلساني، ويقضي بحكمي؛ لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا كافر منافق؛