باب الإفاضة
باب الإفاضة
  وتودع في السير، واترك الوجيف الذي يصنعه كثير من الناس بالحبال(١) - والحبال أودية، ويقال: هي الجوادّ - فإن رسول الله ÷ كان يكف رأس ناقته حتى يبلغ رأسها الرحل، ويقول للناس: «عليكم بالدعة» - بسنته(٢) السنة تتبع، وإن قدرت أن تنزل حتى تأتي أول الحبال عند الشجرات في ميسرة الطريق، فتمكث(٣) ساعة، حتى يخف عنك كثير من الناس فافعل، ولا تصل المغرب حتى تأتي جمعا، فإذا أتيتها فصل المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، وانزل بجمع بطن الوادي عن يمين الطريق قريبا من المشعر، ولا تجاوز الجبل ليلة المزدلفة، فإني أكره لك ذلك، والمزدلفة جمع، وأصبح على طهر بعد ما تصلي الفجر.
(١) في درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية: ثُمَّ رَكِبَ رسول الله ÷ حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقُصْوَى إِلَى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ. اهـ وهو هكذا في كثير من المراجع، وقال في شرح الزركشي على مختصر العراقي: «وحبل المشاة» بفتح الحاء المهملة، أي: صفهم ومجتمعهم في مشيهم، وقيل: طريقهم الذي يسلكونه في الرمل. وقوله: «كلما أتى حبلا» الحبل: المستطيل [من الرمل] وقيل: الحاج دون الحبال.
(٢) هكذا في جميع النسخ، وفي هامش (و): فسنته. وفي الكتب التي تروي منسك الباقر: فسنة رسول الله ÷ تتبع.
(٣) فتمكث فتقف. (أ، هـ).