(30) مسألة: في آداب قضاء الحاجة
باب في قضاء الحاجة
(٣٠) مسألة: في آداب قضاء الحاجة
  قال الإمام القاسم #: على من أتى الغائط: ألا يكشف عورته حتى يهوي للجلوس، وأن يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الرّجس الخبيث المُخبث الشيطان الرجيم»، ولا يتغوط ولا يبول عند شفير بئر، ولا على نهر، ولا بين القبور، ولا تحت شجرة مثمرة، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، فإذا قضى حاجته اسْتَجْمَرَ واغتسل ثم قام فقال: «الحمد لله الذي أماط عني الأذى، الحمد لله الذي عافاني في جسدي»، ولا يستجمر رجيعاً ولا روثاً(١).
(٣١) مسألة: استقبال القبلة واستدبارها بالبول والغائط
  قال الإمام القاسم # قد جاء من الحديث [من] الكراهية في استقبال القبلة بالغائط والبول ما قد ذكر، وإنما ذلك في الفضاء(٢) من الأرض أشد، وقد ذكر أنه رُؤي النبي ÷ استقبل القبلة وهو قاعد لحاجته في
(١) الموجز في فقه الإمام القاسم: ١٣.
قال الإمام الهادي إلى الحق # في الأحكام (١/ ٤٨): وإنما نهي وكره استقبال القبلة واستدبارها في الغائط إجلالاً لها وتعظيماً لما عظم الله من قدرها؛ إذ جعلها للناس مثاباً ومؤتماً يأتمونه، ومقصدأ لما افترض الله عليهم يقصدونه، ولما جعل الله فيها من البركة وآثار الأنبياء المطهرين، فلذلك وبه وجب إجلالها على العالمين.
وقال في (المنتخب)، ص ٢٢: فيجب على المسلمين تعظيمها كما عظمها الله ولا يستقبلونها بغائط ولا بول ولكن يشرفون عنها ويغربون تعظيماً لها وتنزيهاً.
(٢) الفضاء: هو المكان غير المستور كالصحاري.