الروض الباسم في فقه الإمام القاسم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

(799) مسألة: وجود إمامين في وقت واحد

صفحة 64 - الجزء 2

  فيلزمهم أن يكونوا لهم مجاهدين محاريين، فهم أيضاً في هذه الحال مأمومون، والناس في كل حين بين فريضتين من الله لازمنين، فيما حكم الله به من أحكام الدين، فرض طاعةِ إمام حق إن كان ظاهراً قائماً، أو فرضِ مجاهدة إمام جور إذا كان عالياً ظالماً⁣(⁣١).

(٧٩٩) مسألة: وجود إمامين في وقت واحد

  وسئل الإمام القاسم #: من أين جاء فساد إمامين في عصر واحد؟

  فقال: أما الإمامان فلا يخلوان من أن يكون أحدهما أفضل من الآخر، فيكون المفضول بفضل الآخر عليه قد زالت إمامته، ويلزمه تقديم الفاضل في الدين والعلم وطاعته، وذلك أن الله يقول في كتابه: {وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ ٧٦}⁣[يوسف]، وفي هذه المسألة جواب يكتفي به من كان ذا لب شافٍ، لأنه واضح مبين مفهوم كافٍ.

  عن أبي إدريس، عن أبي الجحاف قال: قال علي #: «من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية إذا كان حراً تقياً».

  عن أبي جعفر أنه كان يقول: قال رسول الله ÷ حين رجع من غزوة حنين وأنزلت عليه: {إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣}⁣[الفتح]: «يا علي ويا فاطمة، قد جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، فسبحان ربي وبحمده إنه كان تواباً، وإني لم أؤمر أن أسبح ربي وأستغفره إلا لما حضرني من لقاء ربي».


(١) مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم: ٢/ ٦٣٨ - ٦٣٩ رقم (٢٦٠).