الروض الباسم في فقه الإمام القاسم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

(814) مسألة: فيمن امتنع عن بيعة الإمام

صفحة 78 - الجزء 2

باب ما يلزم الأمة الإمام

(٨١٤) مسألة: فيمن امتنع عن بيعة الإمام

  وسئل الإمام القاسم # عمن امتنع عن بيعة إمام عادل؟

  فقال: أهون ما يصنع به أن يحرم نصيبه من الفيء، ولا تقبل شهادته⁣(⁣١).

  وسئل الإمام القاسم # عن قول الله سبحانه: {۞لَّئِن لَّمۡ يَنتَهِ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لَنُغۡرِيَنَّكَ بِهِمۡ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلٗا ٦٠ مَّلۡعُونِينَۖ أَيۡنَمَا ثُقِفُوٓاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقۡتِيلٗا ٦١}⁣[الأحزاب: ٦٠ - ٦١].

  فقال: المرجفون في المدينة: هم الذين يثبطون عن إمام عدل⁣(⁣٢).

  ثم قال: {سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ}⁣[الأحزاب: ٣٨] قال: فأخبر أن هذه سنة الله في الذين خلوا من قبل⁣(⁣٣).


(١) الأحكام: ٢/ ٤٧٤، الجامع الكافي: ٨/ ٢٠٨، كتاب السيرة، مسألة رقم (٣٣٠٨).

(٢) هنالك فرق بين المثبط والمتوقف، فالمتوتف يعامل كمعاملة أمير المومنين # مع من تخلف عن بيعته كما في الرواية أعلاه.

وأما المثبط فيعامل كما قال الإمام الهادي إلى الحق # في (الأحكام): ٢/ ٤٧٤: فأما المثبطون فالواجب فيهم أن يحسن أدبهم، فإن انتهوا وإلا حبسوا في الحبوس وشغلوا بها عن تثبيط المسلمين من أكبر فرض رب العالمين، أو ينفوا من مدن المسلمين، فهذا أهون ما يصنع بهم، وهم المثبطون المرجفون في المدينة، وهم الذين قال الله فيهم: {۞لَّئِن لَّمۡ يَنتَهِ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لَنُغۡرِيَنَّكَ بِهِمۡ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلٗا ٦٠ مَّلۡعُونِينَۖ أَيۡنَمَا ثُقِفُوٓاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقۡتِيلٗا ٦١}⁣[الأحزاب: ٦٠، ٦١] فأخبر الله سبحانه أن هذه سنة في الأولين والآخرين، وفي جميع من كان على ذلك من المثبطين وهذا من الله ø خاص للنبي المصطفي، وعام لجميع أئمة الهدى.

(٣) الجامع الكافي: ٨/ ٢٠٨ - ٢٠٩، كتاب السيرة، مسألة رقم (٣٣٠٨).