مقدمة الكتاب
مقدمة الكتاب(١)
  اعلم يا أخي علمك الله الخير والهدى، وجنبك جميع المكاره والردى، أن الله خلق جميع عباده العقلاء المكلفين لعبادته، كما قال ø: {وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦ مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ ٥٧}[الذاريات].
  والعبادة تنقسم على ثلاثة أوجه: أولها: معرفة الله.
  والثاني: معرفة ما يرضيه وما يسخطه.
  والوجه الثالث: اتباع ما يرضيه، واجتناب ما يسخطه.
  وهذه الوجوه كلها فهي كمال العبادة، وجميع العبادات غير خارجة منها، فمعرفة الله عبادة كاملة لمن ضاق عليه الوقت. وهي منفصلة من العبادة الثانية، لمن تراخت به الأيام إلى وصول التعبد، وهو الأمر والنهي الذي فيه رضى المعبود وسخطه. ثم العمل بما يرضيه واجتناب ما يسخطه عبادة ثالثة منفصلة من الوجهين الأولين، لمن تراخى به الوقت إلى استماع كيفية العبادة على لسان الرسول الذي جاءت الشريعة على يديه. فهذه
(١) هذه هو عبارة عن كتاب (العدل والتوحيد) للإمام القاسم بن إبراهيم #، استحسنت أن يكون مقدمة لما جمعناه من فقهه في هذا الكتاب لصلته بموضوعه ومنهجه.