باب الصيام في السفر
باب الصيام في السفر
  قال الإمام القاسم #: الصوم في السفر أفضل، فإن صام لم نأمره بالقضاء(١)، وإن أفطر فله، وإنما الإفطار في السفر رخصة من الله لعباده ويسر؛ لأن الله سبحانه يقول: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ}[البقرة: ١٨٥](٢) فإذا سافر وضعف أفطر.
  قيل له: فحديث النبي ÷: «ليس من البر الصيام في السفرة»(٣).
  قال: يعني بذلك التطوع، وليس بالفريضة(٤).
(١) وهو قول الإمام الهادي إلى الحق # في الأحكام: ١/ ٢٤٣.
(٢) روي نحوه في الأحكام: ١/ ٢٤٥، أمالي الإمام أحمد بن عيسى: الجزء الأول، كتاب الصيام، باب الصيام في السفر.
(٣) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه: ٢/ ٦٨٧، وأبو داود: ١/ ٧٣٢، والنسائي في سننه (المجتبي): ٤/ ٤٨٥، والدارمي: ١/ ٤٣٤.
(٤) الجامع الكافي: ٣/ ٢٧٥، ٢٧٦، كتاب الصوم، باب الصيام في السفر، أمالي الإمام أحمد بن عيسى: الجزء الأول، كتاب الصيام، باب الصيام في السفر، الأحكام: ١/ ٢٤٣ - ٢٤٤.
وقال الإمام الهادي # في (الأحكام) ١/ ٢٤٤ معلقاً على هذا الخبر: «هذا الحديث إن كان قد صح عن رسول الله ÷ فإنما أراد به ما قال جدي رحمة الله عليه من صيام التطوع لا الفريضة، وكيف يقول ذلك رسول الله ÷ في الفريضة وهو يسمع قول الله سبحانه: {وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١٨٤}[البقره. ١٨٤]، هذا ما لا يقول به عاقل فيه ولا يثبته ذو علم عليه.