الروض الباسم في فقه الإمام القاسم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

(777) مسألة: في إمامة أمير المؤمنين علي #

صفحة 53 - الجزء 2

كتاب السيرة

(٧٧٧) مسألة: في إمامة أمير المؤمنين علي #

  وسئل الإمام القاسم # عن إمامة علي بن ابي طالب رحمة الله عليه أفرض هي من الله؟

  فقال: كذلك نقول وكذلك يقول العلماء من آل الرسول عليه وعلى آله السلام، قولاً واحداً لا يختلفون فيه، لسبقه إلى الإيمان بالله، ولما كان عليه من العلم بأحكام الله، وأعلم العباد بالله أخشاهم لله. كما قال الله سبحانه: {إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ٢٨}⁣[فاطر] فأخشاهم أهداهم، وأهداهم أتقاهم، وقد قال الله سبحانه: {أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ٣٥}⁣[اليونس]، وقال تبارك وتعالى: {وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ ١٠ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ ١١ فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ ١٢}⁣[الواقعة] فأسبق المؤمنين إلى ربه أولاهم جميعا به، وأدناهم إليه، وأكرمهم عليه.

  وأكرم العباد على الله أولاهم جميعاً به، وأدناهم إليه، وأكرمهم عليه.

  وأكرم العباد على الله أولاهم بالإمامة في دين الله، وهذا بين - والحمد الله - لكل مرتاد طالب في علي بن ابي طالب رحمة الله عليه، لا يجهله إلا متجاهل جائر، ولا ينكر الحق فيه إلا ألدّ مكابر⁣(⁣١).


(١) الأحكام: ١/ ٣٨ - ٣٩.