قواعد الزيدية في قبول الحديث
  فيه شروط القبول، فمنها: ما يكون باعتبار الراوي، وهي:
  ١ - التكليف وقت الأداء.
  ٢ - والعدالة.
  ٣ - والضبط، على اختلاف في العدالة، وهي في اللغة: التوسّط في الأمر، وفي الاصطلاح: إتيان المكلف بكل واجب عليه يستحق بتركه العذاب، واجتناب كل كبيرة مصرّحة، أو متأوّلة، وكل رذيلة.
  وهذا على ما هو الحق عند قدماء أئمتنا $ وتابعيهم، مِنْ رَدِّ كافر التأويل وفاسقه، والقولِ بسلب الأهليّة؛ لعموم الدليل الدال على رَدّ المصرِّح بهما قطعاً، وإجماعاً، نحو قوله عزّ وعلا: {وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ}[هود ١١٣]، و {إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ}[الحجرات ٦]، والمتأوِّل ظالم وفاسق، ولم تصحّ دعوى الإجماع على القبول، فلا تخصيص كما حُقِّقَ في الأصول؛ ولأنّ دليل العمل بالآحاد من بعث الرسول ÷ لهم بالتبليغ، والإجماع على قبول أخبارهم في العمليات، لم يقم إلا على من ذكرنا، وغيرهم مختلف فيه، ولا دليل عليه؛ وقد حقّقْتُ المختار بدليله في الرسالة الموسومة بـ (إيضاح الدلالة)(١).
  ومنها: باعتبار المروي، وهي:
  ١ - نقل لفظه أو معناه بإحدى طرق الرواية المعتبرة في الصحابة ومن بعدهم، متصل السند بالعدل الضابط.
  ٢ - أو مرسلة مع معرفة أنه لا يرسل إلا عن الموثوق به.
  ومنها: باعتبار معناه، وهو:
  ألا يصادم قاطعاً، بحيث لا يمكن الجمع بالتأويل، ولا يقبل فيما طريقه العلم إلا مؤيِّداً لغيره؛ فهذا هو الصحيح المقبول.
(١) وهي مطبوعة ضمن كتاب مجمع الفوائد.