أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

باب في صلاة المريض

صفحة 390 - الجزء 1

  حين أمر عثمان بوطئه، فحين⁣(⁣١) أفاق قضى صلاة ثلاثة أيام، وقال: إني قد فتقت، إن الله لا يستحيي من الحق».

  ٥٤١ - وبه قال محمد: «أحب إلي أن يقضي المغمى عليه الجميع، ولست أُوجبه، وللناس فيها أربعة أقاويل، هذا أحدها، قال قوم: يقضي جميع ما فاته، وقال قوم: يقضي صلاة ثلاثة أيام، وقال قوم: يقضي خمس صلوات صلاة يوم وليلة، وقال قوم: إن أغمي عليه في وقت صلاة ولم يكن صلاها قضاها وحدها، لا شيء عليه غير ذلك، وإن أفاق في وقت صلاة صلاها، يقول: قد يفيق في وقت صلاة ولا يطيق يصليها، فيقضي تلك وحدها، وإن خرج وقتها لا شيء عليه غير ذلك، قال محمد: فأجمع الأقاويل أن يقضي ما فاته كله».

باب في صلاة المريض

  ٥٤٢ - وبه قال: حدثنا⁣(⁣٢) محمد قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: «كنت عند أبي جعفر وعنده عبدالله ابنه، فجعل عبدالله يلوي يدي ويعالجني⁣(⁣٣)، قال: فحضرت الصلاة، فقام عبدالله فتوضأ، ثم جاء فجلس على وسادة، فصلى عليها جالساً يومئ إيماء، فذكرت⁣(⁣٤) ذلك لأبي جعفر فقال: إنه يُصَدَّع. ثم قال أبو جعفر: إن الرجل إذا صُدِّع، أو وعك، كان في عذر، إن أبا لبابة أتى علياً # فقال: يا أبا الحسن، ما يبلغ من وجع الرجل أن يصلي وهو جالس؟ فقال: (ما لك يا أبا لبابة؟! أجهلت أم تجاهلت؟ أما رأيت رسول الله ÷ يخرج إلينا حتى يأتي مصلاه هذا، ثم يصلي وهو جالس؟) قال: بلى، قال: فلِمَ تسألني؟).


(١) في (ب): وحين.

(٢) في (أ، ج، د، هـ): أخبرنا.

(٣) أي: يصارعني، قال في لسان العرب: واعتلج القوم: اتخذوا صراعاً وقتالاً، وفي الحديث: «إن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان» أي: يتصارعان ... إلى قوله: واعتلجت الوحش: تضاربت وتمارست.

(٤) فذكر (و).