أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

باب ما يقال في الوتر من القنوت

صفحة 448 - الجزء 1

باب ما يقال في الوتر من القنوت

  ٧٨٧ - وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، عن عثمان⁣(⁣١) بن نشيط قال: حدثنا أبو مريم قال: قلت للحسن بن علي #: ألا تحدثني بحديث سمعته من أبيك؟ قال: «بلى، أخذ رسول الله ÷ بيدي حتى مررنا بجريم⁣(⁣٢) نخل، وأنا يومئذ غلام، فوجدت تمرة عند نخلة فجمزت⁣(⁣٣) حتى أخذتها، فألقيتها فيْ فيَّ، فجاء رسول الله ÷ حتى أدخل أصبعه فيْ فيَّ فأخرجها بلعابها، ثم قال: «إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة». قال: ثم علمني كلمات أقولهن في القنوت وعقدهن في يدي: «ربِّ اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت»، فما تركتهن بعد».

  ٧٨٨ - وعن أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي # أنه كان يقنت في الوتر قبل الركوع فيقول: (اللهم إليك رفعت الأبصار، وبسطت الأيدي، وأفضت القلوب، ودعيت بالألسن، وتحوكم إليك في الأعمال، اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين، نشكوا إليك غيبة نبينا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وتظاهر الفتن، وشدة الزمان، اللهم فأعنا بفتح تعجله، ونصرٍ تقرِّبه، وسلطان حق تظهره، إله الحق آمين».


(١) لم يزد في الطبقات على ما في السند.

(٢) في بعض النسخ: «حريم» بالحاء المهملة، والصواب ما أثبتناه، قال في تاج العروس: الجريم والجرام كأمير وغراب: التمر اليابس. وفي الصحاح: المصروم واقتصر على الأولى يقال: تمر جريم أي: مجروم. (منه) فيكون المعنى: أن الحسن بن علي # مر بهذا النخل وتمره مصروم، والله أعلم.

(٣) جمز الإنسان والبعير والدابة يجمز جمزاً وجمزى: وهو عدْوٌ دون الحضر الشديد وفوق العَنَق، وهو الجمز. (لسان العرب).