ترجمة الإمام أحمد بن عيسى #
من مقاتل الطالبيين في ذكر اختفائه وبعض أحواله
  قال أبو الفرج الأصفهاني: أحمد بن عيسى بن زيد ... إلى قوله: كان فاضلاً عالماً مُقَدَّما في أهله، معروفاً فضله. وقد كتب الحديث، وعُمِّر وكُتِبَ عنه، وروى عنه الحسين بن علوان روايات كثيرة، وقد روى عنه محمد بن المنصور الراوي ونظراؤه.
  وكان ابتداء تواريه في غير هذه الأيام، إلّا أنه توفي بعد تواريه بمدة طويلة في أيام المتوكل، فذكرنا خبره في أيامه.
  وقد ذكرنا بعض خبره في مجيء ابن علاق الصيرفي وصباح الزعفراني إلى المهدي بعد موت أبيه وإجرائه عليه الرزق وردّه إلى الحجاز إلى أيام هارون الرشيد.
  فحدثني أحمد بن عبيدالله بن عمار، قال: حدثني علي بن محمد النوفلي، عن أبيه، قال: ونسخت من كتاب هارون بن محمد بن عبدالملك الزيات، قال: وحدثني هاشم بن أحمد البغوي، عن جعفر بن محمد بن إسماعيل:
  أنه وشي إلى هارون بأحمد بن عيسى، والقاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين وأمه أم ولد، فأمر بإشخاصهما إليه من الحجاز، فلما وصلا إليه أمر بحبسهما، فحُبِسا في سعة عند الفضل بن الربيع فكانا عنده. قال: فاحتال بعض الزيدية فدسّ إليهما فالوذجاً في جامات أحدهما مبنّج، فأطعما المبنّج الموكّلين، فلما علما أن ذلك قد بلغ فيهم خرج. هكذا قال النوفلي.
  وقال هاشم بن أحمد، عن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن رياح:
  إن أحمد بن عيسى كان قد خرج يوماً لبعض حاجته، فرأى الموكلين به نياماً فأخذ كوزاً فشرب فيه، ثم رمى به من يده ليعلم أنهم نيام أم متيقّظون، فلم يتحرّك منهم أحد، فرجع إلى القاسم فأخبره، فقال له: ويحك، لا تحدّث نفسك بالخروج فإنا في دعة وعافية مما فيه أهل الحبوس، فقال له: لست والله براجع،