أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

باب الصيام في السفر

صفحة 549 - الجزء 1

  قيل: وإن قوي الرجل على الصوم؟ قال: «وإن قوي، فالإفطار⁣(⁣١) أحب إلي».

  ١١٥٢ - وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثني علي ومحمد ابنا أحمد بن عيسى، عن أبيهما في رجل أدركه شهر رمضان وهو في أهله، ثم بدا له فسافر، هل يجب عليه الصوم؟ أو له أن يفطر؟ قال: «بل يفطر».

  ١١٥٣ - وحدثنا محمد قال: حدثني جعفر، عن قاسم بن إبراهيم في الرجل يدركه شهر رمضان فيصوم ثم يسافر، قال: «يصوم ما أقام وحضر، ويفطر إذا سافر وضعف، وإنما الإفطار في السفر رخصة من الله لعباده ويسر؛ لأن الله سبحانه يقول: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ}⁣[البقرة: ١٨٤]».

  ١١٥٤ - وبه قال: وحدثنا محمد [قال]⁣(⁣٢): حدثنا أبو مصعب المديني عن مالك بن أنس قال: «خرج رسول الله ÷ في غزاة، فلما بلغوا الكديد⁣(⁣٣) قال: «أفطروا والفطر لعدوكم⁣(⁣٤)» قال: فصام قوم فسموا العصاة». قال أبو جعفر: «وزعم غير أبي مصعب أن أصحابه الذين سموهم العصاة ليس النبي ÷».

  ١١٥٥ - وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثني جعفر، عن قاسم بن إبراهيم قال: «يفطر الصائم فيما يقصر فيه الصلاة، وهو عندنا مسيرة اثني عشر ميلاً».


(١) في (أ، هـ): فإفطاره. وفي (ج، د): فإفطار.

(٢) سقط من (ب).

(٣) يقال: الكَدِيد والكُدَيد مصغر، قال ابن إسحاق: سار النبي ÷ إلى مكة في رمضان فصام وصام أصحابه حتى إذا كان بالكديد بين عسفان وأمج [وتسمى حالياً خليص. (محقق)] أفطر. وقد أخرج الحديث مسلم والترمذي بالسند الذي هنا إلا أنه قال فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء ... الخ وكراع الغميم واد بين مكة والمدينة جنوب عسفان على ثمانية أميال منها. وعسفان موضع قرب مكة. (من خطّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #). (هامش أ، ب).

(٤) والفطرة لعدوكم. (أ، ج، د). أفطروا [وتقووا (هامش أ)] لعدوكم والفطر لعدوكم (نخ).