أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

باب الإحرام

صفحة 568 - الجزء 1

  يحجزك⁣(⁣١) عن معاصي الله، وحلم تملك به غضبك، ولا قوة إلا بالله.

باب الإحرام

  فإذا أتيت العقيق فانتف من إبطك⁣(⁣٢)، وقلم أظفارك، وَاطْلِ عانتك، ولا يضرك بأي ذلك بدأت، فإذا أردت أن تحرم، فاغتسل والبس ثوبيك، ولا يضرك ليلا أحرمت أو نهارا، ولا تحرم إلا في دبر صلاة فريضة كانت أو نافلة، غير أن أحب ذلك إلي أن تحرم في دبر صلاة الظهر، واغتسل والبس ثوبي إحرامك، ثم ائت المسجد فصل فيه، ثم قل في دبر صلاتك: (اللهم إني أريد التمتع بالعمرة إلى الحج، فيسره لي، وأعني عليه، وتقبله مني، اللهم فإن حبستني فأنا حِلٌّ حيث حبستني لقدرك⁣(⁣٣) الذي قدرت علي).

  فإذا كنت ماشيا، أو استوى بك بعيرك على البيداء قلت: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).

  فإذا أحرمت فاتق قتل الدواب كلها، إلا العقارب والحيات والفأرة، وارم الغراب رمياً، واقتل الكلب العقور والسبع إذا أراداك، وإن لم يريداك فلا تُرِدْهُما، ولا تقتل حية في منزل الناس إلا حية تريدك، فإذا أرادتك فاقتلها، واقتل الأفعى في منزل الناس، والأسود على كل حال، ولا تمس شيئاً من الدهن بعد أن تغتسل لإحرامك، ولا تجمّرن ثوبا لإحرامك، ولا تمس طيباً ولا ثوبا مسه طيب لتحرم فيه.

  فإذا اغتسلت لإحرامك، فلبست ثوبا لا يصلح لك لباسه، أو أكلت⁣(⁣٤) طعاماً لا يصلح لك أكله - فأعد غسلك، وأمسك على أنفك من الريح الطيبة،


(١) في (ب): يحجرك.

(٢) في (ب): إبطيك.

(٣) في (ب): بقدرك.

(٤) في (ج، د، هـ): وأكلت.