أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

باب الخروج إلى منى يوم التروية

صفحة 572 - الجزء 1

  زالت الشمس يوم عرفة، فاغتسل واقطع التلبية، وعليك بالتهليل والتكبير، والتسبيح والثناء على الله، والصلاة على النبي ÷، واستغفر لذنبك، وتخير لنفسك من الدعاء، ثم صل الظهر، ثم امكث ساعة إلى أن يتحمل الناس، ثم صل العصر، وإن شئت جمعتهما جميعاً، ثم ائت الموقف فاستقبل البيت، فكبر الله وهلله واحمده، وصل على النبي ÷ وتخير لنفسك من الدعاء، فإنه يوم مسألة ودعاء، ولا تترك حاجة أردتها عاجلة أو آجلة إلا دعوت بها، وليكن من قولك وأنت واقف: (رب المشعر الحرام، افعل بي وافعل بي، اللهم فأنقذني من النار، وأوسع علي من الرزق الحلال، وادرأ عني فسقة الجن والإنس) وقف في ميسرة الجبل مستقبل البيت، وقف ساعة في المكان، ثم تقدم شيئاً أمام ذلك⁣(⁣١)».

  ١٢٣٦ - قال أبو جعفر: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد⁣(⁣٢) بن إسحاق، عن أبان⁣(⁣٣)، عن صالح، عن عكرمة، قال: «أفضت من عرفات مع الحسين بن علي @ فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة، فلما قذفها أمسك، فقلت: ما هذا؟ فقال: «أفضت مع علي بن أبي طالب # فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة، وأخبرني أن رسول الله ÷ كذاك كان يفعل».

  ١٢٣٧ - وبه قال: وحدثنا محمد قال: حدثنا عبدالله بن موسى قال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: «لم يزل رسول الله ÷ يلبي حتى رمى جمرة العقبة، فقطع التلبية مع أول حصاة وكبر».


(١) إلى هنا قول الباقر، وسيعود إليه عند قوله: رجع إلى حديث عباد.

(٢) هو صاحب السيرة. انظر التراجم.

(٣) بن صالح (في نسخة الشريف). (هامش ب).