أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

باب الخروج إلى منى يوم التروية

صفحة 571 - الجزء 1

  حتى تجاوزه، وقل كما قلت في أول مرة، طف سبعة أشواط تفتتح بالصفا، وتختتم بالمروة، ثم ارجع إلى رحلك، فقصر من [شعر]⁣(⁣١) رأسك، تأخذ من مقدمه ومن مؤخره وجانبيه ووسطه، وخذ من شاربك، وقلم أظفارك ولا تستأصلها، وأبق منها لحجتك إن شاء الله، فإذا فعلت ذلك إن شاء الله فقد أحللت من كل شيء يحل منه المحرم، فطف ما شئت تطوعا، وأنت حلال ما بينك وبين يوم التروية إن شاء الله تعالى.

  ولا تستحلن شيئا من الصيد وأنت محرم، ولا تدل عليه فيصاد⁣(⁣٢)، ولا تشر إليه فيستحل من أجله، فإن فيه فداء لمن تعمده، وفداء النعامة بدنة من الإبل، وفداء حمار الوحشي بقرة من البقر، وفداء الطير⁣(⁣٣) شاة، وما سوى ذلك فهو قيمته، يحكم به ذوا عدل.

باب الخروج إلى منى يوم التروية

  فإذا أردت أن تخرج إلى منى يوم التروية، فاصنع كما صنعت يوم أحرمت بالعقيق ثم اغتسل والبس ثوبيك، ثم صل في المسجد الحرام، وقل في دبر صلاتك مثل الذي قلت في دبر صلاتك بالعقيق، ثم لَبِّ حين ينهض بك بعيرك ويستوي بك قائما، وإن كنت ماشياً فلب من عند الحجر الأسود كما لبيت من العقيق، وتقول: (لبيك بحجة تمامها عليك)، وليكن رواحك يوم التروية⁣(⁣٤) حين تصلي الظهر، فإنه أمثل، وإن مكثت إلى صلاة العصر فلا يضرك.

  فإذا أتيت منى مكثت بها حتى تصلي الفجر⁣(⁣٥)، ثم اغد إلى عرفات، فإذا


(١) زيادة من (ب).

(٢) في (ب): فيصطادوه.

(٣) في (ش): الظبي. (من هامش: أ، ب، ج)

(٤) وهو الثامن من ذي الحجة. اهـ إضافة للتوضيح من (ب).

(٥) أي: فجر عرفة. اهـ إضافة للتوضيح من (ب).