تراجم الرجال
  ودعا الحسنين، بإجماع الأمة؛ وبمتواتر السنة المعلومة. ومثل هذا الكلام، لا يصدر إلا عن جهلة الأنام، الذين هم أشبه شيء بالأنعام، ولا يتجاسر أن يتفوه به من له أدنى مُسْكَةٍ من الإسلام. قال السيد الإمام: وأمُّه أمُّ أيمن، وكان النبي ÷ أمَّره على جلّة المهاجرين. قلت: وذلك في بعث أسامة المشهور، الذي بعثه رسول الله ÷ قبيل الوفاة، وشدد في تنفيذه غاية التشديد، وتوعّد على التخلف عنه نهاية الوعيد؛ وكان في جملته أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة، وغيرهم، من المهاجرين والأنصار، غير أهل بيت النبوة؛ وتخلف المذكورون عن الجيش، وكان من أمر السقيفة ما كان؛ وجميع ذلك معلوم للأنام، متفق على نقله بين أهل الإسلام. قال الإمام الحجة، عبدالله بن حمزة # جواباً على صاحب الخارقة: ولو صحّ ما ذكرتَ من أمر رسول الله ÷ لأبي بكر بالصلاة، لما دلّ على الإمامة؛ لأن الكل من آحاد الصحابة كان يصلي بالجميع، وأهل بيت الرسول مشغولون بأمره، فما في هذا من دليل على الإمامة؛ ورسول الله ÷ قد عقد الولاية لأسامة بن زيد، على جلّة المهاجرين والأنصار، فيهم أبو بكر وعمر؛ والولاية بالأمارة أقرب إلى الإمامة. إلى قوله #: إن الحجة عليهما باقية؛ فإنهما لم يأتمرا بأمر الله ورسوله، في الخروج مع أسامة ... إلى آخره. وهذا عارض جَرّ إليه المذكور، وإلى الله ترجع الأمور. قال: واعتزل الفتن، وعنده علي #. وذكر السيد المرشد بالله، أنه لم يقاتل مع علي، مع تفضيله لعلي #، تأولاً منه أنه لا يقاتل أهل الشهادتين - هكذا قيل - والذي نقلناه من خط شيخنا: أنه لما قَتَل القَتِيل بعد أن شهد الشهادة، ولقي من رسول الله من الكلام، الذي ودَّ أنه لم يُسْلِمْ إلا ذلك اليوم، أنه آلى على نفسه أنه لا يَكْلُم مسلماً، ولا يقاتل مسلماً؛ ولذلك قعد عن علي # يوم صفين والجمل، انتهى. توفي سنة أربع وخمسين، وروى عنه عبدالرحمن بن عوف، وكُرَيب، وأبو ظبيان؛ وأخرج له الستة، وبعض أئمتنا، انتهى. قلت: وما ذكر غير مخلِّص، وقد قال الله - ø -: {فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ}[الحجرات ٩]، وقال رسول الله ÷ فيما تواتر عنه: «علي مع الحق، والحق مع علي» وقال ÷: «وانصر من نصره، واخذل من خذله» وأخبار الناكثين، والقاسطين، والمارقين؛ وقال ÷ لعمار: «تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» في آيات تتلى، وأخبار تملى. (لوامع الأنوار).
  ٧ - أفلح بن أبي القعيس عمّ عائشة من الرضاعة، وهكذا عند مسلم، وعنده أيضاً أفلح بن قعيس، وعند البخاري أفلح أخو أبي القعيس، وهو بضم القاف، وفتح المهملة، وسكون التحتية، فسين مهملة. عنه عراك بن مالك؛ له ذكر عند البخاري ومسلم، وذكره محمد بن منصور في الرضاعة. قلت: وفي خبره دليل على تحريم لبن الأب، كما هو الصحيح. (لوامع الأنوار).
  ٨ - أنس بن مالك الأنصاري خادم النبي ÷، عنه: الحسن وثابت البناني والربيع بن أنس، وخلق، توفي سنة ثمان وتسعين، وقد كان دعا عليه الوصي لأمر حدث منه ثم تاب. أخرج له: محمد بن منصور، الناصر في البساط، المؤيد بالله في شرح التجريد، أبو طالب في الأمالي، المرشد بالله في الأمالي، الجرجاني في الاعتبار، النرسي في الأربعين، السيلقي في الأربعين.