(184) مسألة: معرفة فرائض الله وأحكامه
(١٨٤) مسألة: معرفة فرائض الله وأحكامه
  قال الإمام القاسم #: ثم فرض سبحانه عليهم بعد توحيده، وما لهم من فرائض حقه، الصلاة سياسة بما فرض منها بحقه، وإحياء بها لذكره وتعظيمه، ولما فيها من خشوع كل مؤمن وتقويمه، لطاعة الله وأمره وإجلاله، عند ما يخطر فيها من ذكر الله بباله، ولما له ما كان فيها وبها من العصمة والبركة، والنجاة عند قيامه إليها وفيها من كل معصية مهلكة، من كل فحشاء أو منكر، أو استكبار متكبر، ولها وفيها ولدعائه إليها ما يقول سبحانه لرسوله ÷: {ٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ}[العنكبوت: ٤٥]. وأنهي لمن كان لأمر الله منتهياً عن كل فحشاء أو منكر، ومستكبرَ من معصية الله او مستصغَر، فصدق الله لا شريك له في خلق ولا أمر، ولا حكمٍ لخاطرة ذكر أكبر وأنهى لمن آمن به عن كل معصية وجرم أزجر من كل كبير من الأمور أو ناهية، وأجل وأعلى من كل جليل وعالية، ازدجر بها مزدجر فانتهى، وَوُفَّق لها مُوَفَّق فاهتدى.
  ولما جعل الله له من الصلاة من ذكره، فيها للرسل ما تقدم من أمره، فلم تَحُلْ رسل الله من أمر الله به فيها، ولم تزل رسل الله - صلوات الله عليها. تدعو الأمم في سالف الدهور إليها، فقال تبارك وتعالى في إسماعيل رسوله صلى الله عليه وعلى جميع رسله: {وَكَانَ يَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِۦ مَرۡضِيّٗا ٥٥}[مريم: ٥٥].
  وقال عيسى صلى الله عليه: {وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا ٣١}[مريم: ٣١].