(229) مسألة: تسبيح الركوع والسجود
(٢٢٩) مسألة: تسبيح الركوع والسجود
  قال الإمام القاسم #: ثم قال تبارك وتعالى في تسبيح ركوعها، بعد الذي بيَّنه وفصَّله من أمر خشوعها، أمراً منه بَيِّنا، وحكما متقناً، {فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ ٧٤}[الواقعة: ٧٤، ٩٦، الحاقة: ٥٢]. فوقَّفَنا سبحانه من التسبيح على صراط مستقيم. ثم قال سبحانه في تسبيح السجود، بقول ظاهر بيِّنٍ محدود: {سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى ١}[الأعلى: ١]، دلالة منه لكل من صلي، علي ما يقول عند الركوع والسجود في صلاته، رحمة منه وتخييراً وتوفيقاً لهم بدلالته، فيسبح للركوع سبحان الله العظيم، القليلُ من التسبيح بذلك في الأداء كالكثير، فمن زاد واستكثر فقد استكثر من الخير، وله في الإكثار منه بإكثاره الثواب الكثير، ومن اقتصر وأقل، كان مؤدياً لما حُمِّل من التسبيح لله في صلاته، ومستدلاً عن الله فيه بدلالاته. وتسبيح السجود بعد الركوع: فسبحان الله الأعلى، فمن سبح بذلك في سجوده أجزاه مكثراً أو مقلاً.
  فإن قال قائل: قال الله: {سَبِّحِ} ولم يقل في صلاتك، وهذا غير ما استدللت به من دلالاتك؟!
  قيل: فلا يخلو هذا من أن يكون أمر به في الفريضة أو النافلة، لما فيه من ذكر الله بهذه المقالة، لما فيها لقائلها من الفضل المبين، ففي ذلك ما قلنا أدل الدلائل باليقين، إن كان في النافلة يقال ما تدرك به وتنال؟ ولما فيه من ذكر الله ذي الجلال، وكان تسبيحه بذلك للنافلة من الإكبار له والإعظام، فالفريضة الواجبة أولى، إذا كان ذكر الله بها أفضل فضلا، وكانت الصلاة إنما فرضت لذكره، ولما فيها من إجلال أمره، وقد قال الله في الصلوات