الروض الباسم في فقه الإمام القاسم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

(799) مسألة: وجود إمامين في وقت واحد

صفحة 65 - الجزء 2

  ثم أنزلت على إثرها: {الٓمٓ ١ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣}⁣[العنكبوت]، فقال رسول الله ÷: «يا علي ويا فاطمة، إن الله قد فصل الفتنة على الذين يقولون: إنا لنعلم الذين صدقوا في قولهم، ونعلم الكاذبين في إيمانهم، فهذا وعد واقع واجب».

  ثم أنزلت: {أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٤}⁣[العنكبوت]، قال رسول الله ÷: «يا علي ويا فاطمة، قد علم الرب ان أقواماً من بعدي عند الفتنة سيعملون السيئات، ويحسبون أنهم سابقون».

  فقال علي #: فكيف يحسبون أنهم يسبقون با رسول الله ومن ورائهم الموت؟

  فقال رسول الله #: «يا علي إنهم لم يسبقوا قضاء الله الذي قضى فيهم الموت».

  ثم أنزل: {مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ٥}⁣[العنكبوت]، بحق أن من رجا لقاء الله أن يستعد لأجل الله، وأن يكون نائباً تابعاً لطاعته، مجتنباً لخلاف الله ومعصيته، وأن يعلم أن الله يعلم ما يعمل، ويسمع ما يقول، ولذلك قال الله سبحانه: {وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ٥}.

  ثم أنزل الله: {وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٦}⁣[السكوت]، فقال رسول الله ÷: «قد قضى الله على المؤمنين عند الفتنة بعدي الجهاد».