بيتوا ليلة بدر في الرباط والوثاق، فكان الرسول الله ÷ بعمه في تلك الليلة من القلق والأرق ماقال له عمر فيما يقال ويذكر: مالي أراك يا رسول الله منذ الليلة أرقاً، وفي ليلتك هده كلها ساهراً قلقاً؟ فقال له ÷: «وما لي لا أقلق وأنا أسمع منذ الليلة أنين عمي في الأسرى»، فلو كان الحق عنده غير حبس الأسير بعد الأسر لأمر بتخلية عمه أمراً، فلو لم يجز حبس الأسير إذا لم يؤمن سنة تامة لما جاز حبسه ليلة كلها بل ساعة واحدة، وليس ينبغي للمؤمنين أن يأسروهم حتى يخزرهم ويثخنوهم بالقتل منهم وفيهم بالظهور البين عليهم، فإذا قتلوا وأطروا، وغلبوا وقهروا، ارتبطوا حينئذ وأسروا، فإن استسلم الظالمون للحكم ودخلوا بعد المصافة في السلم بإقبال منهم إلى الحق وإقرار، وتولي بغير غلبة عن المحقين أو فرار، لا يتحيزون فيه إلى فئة أو رجال، ولا ينحرفون به لمنازلة أو قتال، كف في هذه الحال وازدجر عن مدبرهم⁣^(⁣١).

(٨٢٩) مسألة: هل يقتل الجاسوس؟

  قال الإمام القاسم #: يقتل الجاسوس، وروي ذلك عن النبي⁣^(⁣٢) ÷.

(٨٣٠) مسألة: حكم الإمام في أموال الظلمة، وعقارهم، ومماليكم

  وسئل الإمام القاسم # عما في أيدي الظلمة من الأموال والضياع والجواري إذا ظهر إمام العدل عليهم؟

(١) الأحكام: ٢/ ٤٩١ - ٤٩٣، وهو باختلاف يسير في بعض ألفاظه في: الجامع الكافي: ٨/ ٣٠٣ - ٣٠٤، كتاب السيرة، مسألة رقم (٣٣٧٦).

(٢) الجامع الكافي: ٨/ ٣٠٨، كتاب السيرة، مسألة رقم (٣٣٧٨).