القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 3 - الجزء 1

  

مقدمة التحقيق

  الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، حمداً يليق به ويرضاه، وله الحمد الذي رفع درجات العلماء العاملين، وجعلهم لدينه أعلام الاقتداء، وأنوار الاهتداء إلى يوم الدين، ونشكره شكراً يليق بجلاله ونعماه.

  والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وسيد البشر، الخاتم لما سبق من أنباء النبوة، والفاتح لما انغلق من أخبار الرسالة، المأخوذ ميثاقه على جميع الأمم، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطاهرين، من بهم يُقتدى، ومن بهم يُهتدى، ومن بهم نأخذ ديننا، أهل الحق، وعلى الصحابة الأبرار من المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان على مر الأزمان.

  أما بعد، فلما كان علم أصول الفقه، هو العلم الذي يؤول إليه الأعلام، والملجأ الذي يُلجئ إليه عند تحرير المسائل، وتقرير الدلائل في غالب الأحكام، مشتمل على القواعد المحررة، التي تُأخذ عند كثير من الناظرين، كما نراه في مباحث الباحثين، وتصنيف المصنفين، فإن أحدهم إذا استشهد لما قاله بكلمة من كلام أهل الأصول، أذعن له المنازعون، وإن كانوا من الفحول، لاعتقادهم أن مسائل هذا الفن قواعد مؤسسة على الحق، جديرة بالقبول، مربوطة بأدلة علمية من المعقول والمنقول.

  ولما كان هذا الكتاب الذي بين أيدينا مشتمل على هذه العلوم، ومن الكتب التي ينبغي لطالب العلم الاطلاع عليها، والأخذ منها، فهو كتاب جليل عظيم، ومعتمد عند أكثر معاصرينا من علماء العترة الطاهرين، يستشهد بأقواله في كثير من الكتب، جامعاً لأغلب مسائل هذا الفن، حيث يحتوي على (٣٣٢ مسألة)،