القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

[الاستدلال على تواتر القراءات السبع]

صفحة 65 - الجزء 1

  العادة تقضي في مثله بعدم الاتفاق، فكان لا يكتبها بعض أو ينكر على كاتبها ولو نادرا.

  وأيضاً قال ابن عباس (من تركها فقد ترك مائة وأربع عشرة آية من كتاب الله) رواه جار الله.

  وقد يقال: بقي هنا إشكال وهو أن ما ذكرتم يقتضي تكفير من أثبت القراءة الأحادية أو قَرَأَبِهَا والمعلوم خلاف ذلك، وإلا لنقل بل يلزمه أيضاً تخطئة من عمل بها؛ لأن المسألة قطعية لا مجال للاجتهاد فيها ولم يسمع ذلك أيضا.

[الاستدلال على تواتر القراءات السبع]

  مسألة: (والقراءات السبع متواترة قطعا إلا ما كان من قبيل الأداء كَالمَدِّ)، وهو ما وقع من اختلاف القراءات في أن الألف والواو والياء الساكنين إذا كانت بعدها همزة إلى أي مقدار يمد، (وَالإمَالَةِ) وهي أن يُنحى بالفتحة نحو الكسرة على ما هو مقرر في موضعه، (وتخفيف الهمزة) إما بإبدال أو تسهيل أو ما أشبه ذلك، (ونحوها) كأنواع الإعراب، (فيجوز) كونه (آحاداً) مع تواترِ اللفظة المتصفة بِه؛ لأن القرآن إنما هو جواهر الألفاظ والكلام فيها، وأما صفاتها المذكورة فإنما هي توابع لذلك.

  (وقيل:) بل القراءات السبع (كلها آحادي) ذكر ذلك جار الله⁣(⁣١) والإمام يحي⁣(⁣٢).


(١) جار الله أبو القاسم: محمود بن عمر الزمخشري. صاحب الكشاف، وأساس البلاغة، والمفصل في اللغة، وغيرها.

توفي سنة (٥٣٨ هـ ١١٤٣ م). تمت من حاشية منهاج الوصول إلى معيار العقول ص ٢٣٨.

(٢) الذي يوجد في المخطوطة [أ] هو [الإمام ح]، وإما المخطوطة [ب] هو الإمام يحيى، ولعله =