القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

[شروط الأخذ بمفهوم المخالفة]

صفحة 671 - الجزء 1

  الخطاب⁣(⁣١) وهو أقسام):

  الأول (مفهوم الصفة) مثل: في الغنم السائمة زكاة يفهم منه أن ليس في المعلوفة زكاة.

  (و) الثاني (مفهوم الشرط مثل: {وَإِن كُنَّ أُوْلَاتِ حَمْلٍ) فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ}⁣[الطلاق: ٦] يفهم منه أنهنَّ إن لم يكن أولات حمل فلا ينفق عليهنَّ.

  (و) الثالث: مفهوم (الغاية) نحو: {فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ (حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ}) [البقرة: ٢٣٠] مفهومه أنها إذا نكحت زوجا غيره تحل.

  (و) الرابع: مفهوم (العدد) الخاص نحو: {فَاجْلِدُوهُمْ (ثَمَانِينَ جَلْدَةً}) [النور: ٤] فيفهم أن الزائد على الثمانين غير واجب.

  ومن مفهوم المخالفة مفهوم الاستثناء نحو: لا إله إلا الله، المفهوم أن الله إله وأما نفي إلاهية الغير فمنطوق.

  (و) مفهوم (إنما نحو: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ}) [التوبة: ٦٠] ومفهومه أنه لا شيء من الصدقات لغير من ذكر، (وقيل:) بل (هو منطوق)، وكذا قيل في ما وإلا.

  ومفهوم الحصر: وهو تقديم الوصف على الموصوف الخاص وجعله مبتدأ والموصوف خبره نحو العالم زيد، ومفهومه أنه لا عالم غير زيد.

  وأما مفهوم اللقب فقد مر أنه أضعف المفاهيم، ولم يثبته إلا شذوذ.

[شروط الأخذ بمفهوم المخالفة]

  (و) اعلم أن مفهوم المخالفة بأقسامه (شروطه أن لا يخرج مخرج الأغلب)


(١) في اصطلاح الأصوليين. أي الدلالة التي من الخطاب المستدل به، فهي إضافة الشيء إلى جنسه، كقولنا، خاتم فضة، أي خاتم من فضة وكذلك هذا دليل الخطاب بمعنى دليل من خطاب، أي من دلالة الخطاب. تمت منهاج الوصول إلى معيار العقول ص ٨٤١).