[الخطاب بالمشافهة خطاب للموجودين فقط]
  قلنا: لا نسلم أنه آمر أو مُبَلَّغ، بل الآمر هو الله، والمُبَلَّغ هو جبريل، وهو حاك لتبليغ جبريل ما هو داخل فيه.
  واحتج الحليمي: بأن الآمر بالأمر بالشيء لا يكون امراً به؛ ولذا لو قال الملك لوزيره: قل يا أيها الناس إفعلوا كذا لم يدخل الوزير.
  قلنا: جميع الخطابات المنزلة عليه ÷ هي في تقدير قل فيلزم ألا يدخل في شيء منها، وردَّ هذا بالمنع، ولو سلم فليس المقدر كالملفوظ من كل وجه.
[الخطاب بالمشافهة خطاب للموجودين فقط]
  (مسألة:) ما وضع لخطاب المشافهة (مثل: يا أيها الناس) يا أيها الذين آمنوا (خطاب للموجودين) فقط، وإنما يثبت حكمهم لمن بعدهم بدليل آخر من إجماع، أونص، أو قياس، وأما لمجرد الصيغة فلا.
  (الحنابلة بل) هو خطاب للموجودين، (ولمن سيأتي) بعدهم.
  لنا: أنَّا نعلم قطعا أنه لا يقال للمعدومين يا أيها الناس ونحوه، وإنكاره مكابرة.
  ولنا أيضاً: أنه امتنع خطاب الصبي والمجنون بنحوه، وإذا لم يوجه نحوهم مع وجودهم لقصورهم عن الخطاب فالمعدوم أجدر أن يمنع لأن تناوله له أبعد.
  قالوا: لو لم يكن الرسول مخاطبا لمن بعده لم يكن مرسلا إليهم إذ لا معنى لإرساله إليهم إلا أن يقال له بلغهم أحكامي، ولا تبليغ إلا بهذه العمومات، وقد قلتم بأنها لا تتناولهم وإنه مرسل إليهم بالإجماع.
  (قلنا:) لا نسلم أنه لا تبليغ إلا بهذه العمومات التي هي خطاب المشافهة إذ التبليغ لا تتعين فيه المشافهة.
  نعم يجب التبليغ في الجملة، وأنه يحصل بأن يثبت للبعض شفاها، وللبعض