القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

[ما هو وجه وجوب الواجب الشرعي]

صفحة 719 - الجزء 1

  يجب ترجيحه عند تركيبها، إذ يعلم تقديم ما فيه جهتان من الترجيح على ما فيه جهة واحدة، وما فيه جهات على ما فيه جهتان، إلى غير ذلك من التفاصيل.

[ما هو وجه وجوب الواجب الشرعي]

  مسألة: قد اختلف في وجه وجوب الواجب الشرعي ما هو؟

  فذهبت (البصرية) وهو المختار إلى أن (الواجب الشرعي) من صلاة وصوم وحج ونحو ذلك، (وجه وجوبه كونه لطفا في) الواجبات (العقليات) العمليات كرد الوديعة وشكر المنعم، ومعنى كونه لطفا في ذلك هو أن المكلف يختار عنده الطاعة على تفصيل في حقيقة اللطف يذكره في موضعه.

  وقال (أبو القاسم بل) وجه وجوبه كونه شكرا، فهو تعالى يستحق الطاعة لما له من سابق النعم.

  (قلنا:) إن (الشكر) هو (الاعتراف) ليس إلا (وهو يحصل بدونها)، فلو كان وجه وجوبه كونه شكرا كما زعم، إذن لم يحصل الاعتراف إلا بالواجبات الشرعية، وإلا كان إيجابها عبثا؛ لكنه يحصل من دونها فلم يصلح أن يكون وجها في وجوبها.

  (و) أيضا فلو كان الشكر هو الوجه في ذلك إذن (لم تختص العبادات بوقتٍ ولا عددٍ مخصوص)، وإلا لاقتضى عدم وجوب الشكر في غير ذلك، ولا قائل به.

  ولضعف كلامه هنا، قد قيل إن خلافه ليس إلا في عبارة.

  (فرعُ: واستمرار وجوب) الواجب (الموقت) الموسع (إلى آخر وقته دليل) ناهض (على القطع بتأخر الملطوف فيه عن وقته) المضروب له، (وإلاَّ) يحكم بتأخر الملطوف فيه عن ذلك الوقت بل جوزنا تقدمه فيه (لم يستمر ذلك) الوجوب إلى آخر الوقت، (إذ لا وجه لوجوبه) إلا كونه لطفا في غيره ومن حق اللطف أن يتقدم على الملطوف فيه ليثبت له حظ الدعاء، فحيث لم يتقدم وقت اللطف على وقت