القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

[ما يعمل به من المفهومات]

صفحة 215 - الجزء 1

[ما يعمل به من المفهومات]

  (مسألة: ابن سريج وأكثر المعتزلة والحنفية: ولا يعمل بمفهوم اللقب) وهو: نفي الحكم عما لم يتناوله الاسم مثل: في الغنم زكاة فينفى عن غير الغنم (و) لا بمفهوم (الصفة) مثل: في الغنم السائمة زكاة، إذ يفهم منه أن ليس في المعلوفة زكاة.

  (الصيرفي والدقاق وبعض الحنابلة:) بل يعمل (بهما).

  (و) المروي (عن الشافعي وأحمد بن حنبل والأشعري والجويني) أنه (يعمل بمفهوم الصفة) و (لا) يعمل بمفهوم (اللقب).

  لنا: أما أنه لا يعمل بمفهوم اللقب فلأنه كان يلزم من قولنا: محمد رسول الله ظهور⁣(⁣١) الكفر؛ لأن مفهومه نفي رسالة غيره من الأنبياء، وكذا من قولنا: العالم موجود، وزيد موجود، أو عمر عالم أو قادر، إذ يفهم منه نفي هذه الصفات عن الغير، فيلزم نفيها عن الله تعالى، بل كان زيد موجود ظاهر كذبه واللوازم باطلة إجماعًا.

  وأما مفهوم الصفة: فلأنه لو كان حقاً لما ثبت خلافه لأنه يلزم التعارض بين المفهوم ودليل خلافه والأصل عدم التعارض لكنه قد ثبت في نحو: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَاا أَضْعَافًا}⁣[آل عمران: ١٣٠]، إذ مفهومه عدم النهي عن القليل منه، والنهي ثابت في القليل والكثير منه، فلا يكون حقا.

  قالوا: لو قال لمن يخاصمه: ليست أمي بزانية ولا أختي، تبادرت منه إلى الفهم نسبة الزنا إلى أم الخصم وأخته، ولذلك وجب عليه الحد عند بعض العلماء، ولولا


(١) يعني أنه يلزم أن يدل على ذلك على جهة الظهور، وليست معارضة القاطع تبطل الدلالة الظاهرة كما في العام والحاضر، وإنما تكشف عن عدم إرادة ما افتضاه الظاهر ليس إلا فيتأمل. تمت من هامش المخطوط [ب].