[تعريف الحقيقة اصطلاحا]
[باب الحقيقة والمجاز]
  (مسألة: الحقيقة) لغة: فعيلة من الحق، نقل إلى الكلمة، (و) هي إما بمعنى الفاعل(١)، ومعناها البائنة، أو بمعنى المفعول ومعناها المبينة في مكانها الأصلي، والتاء فيها لنقل اللفظ من الوصفية إلى الإسمية، إذ لا يقال شاة أكيلة ولا نضيجة.
  وقيل(٢): بل هي للتأنيث، وليس يمتنع إلحاقها إلا في فَعِيل بمعنى مفعول، حيث أجري على الموصوف، وأما إذا لم يجر عليه وجب التاء، تقول: مررت بقبيلة بني فلان.
[تعريف الحقيقة اصطلاحاً]
  و (هي) في الاصطلاح (اللفظ المستعمل فيما وضع له).
  فاللفظ المستعمل بمثابة الجنس، إذ يشمل جميع الألفاظ المستعملة دون التي لم تستعمل بعد، لكونها في ابتداء الوضع؛ لأن الكلمة قبل الاستعمال لا تسمى حقيقة ولا مجازاً.
  وقولنا: فيما وضع له احتراز عن غلط، نحو خذ هذا الفرس مشيراً إلى كتاب، وعن المجاز المستعمل فيما لم يوضع له في اصطلاح التخاطب ولا في غيره، كالأسد في الرجل الشجاع، إلا أنه يستدرك عليه بالمجاز المستعمل فيما وضع له.
  في اصطلاح آخر غير الاصطلاح الذي وقع به التخاطب، كالصلاة مثلا إذا أستعملها المخاطب بعرف الشرع في الدعاء فإنها تكون مجازا، لاستعمالها في غير ما وضعت له بالشرع، وإن كانت مستعملة فيما وضعت له في اللغة، فلو زيد في الحد قيد، وهو في اصطلاح التخاطب لكان جامعا مانعا لا غبار عليه.
(١) هذا القول لصاحب التلخيص ومن تابعه. تمت من هامش المخطوطة [أ].
(٢) القائل: أبو يعقوب يوسف السكاكي |. تمت من هامش المخطوطة [أ].