[حقيقة القرينة وأنواعها]
  والإهتمام بغيره هو الأَهم والأولى.
[حقيقة القرينة وأنواعها]
  مسألة: قد عرفت أن المجاز إنما يتميز عن الحقيقة بالقرينة فلنذكر ماهيتها إذ لا يتعلق بذكرها كل الغرض مهما لم ترتسم ماهيتها في الذهن، (و) ذلك إنما يكون بالحد.
  فنقول (القرينة في اللغة) هو: (ما يناط به الحبل لإمساك الحيوان) فمرابط الخيل، والجمال، والبغال تسمى قرائن.
  قيل: إلا أنه يلزم من ذلك أن تكون القرينة قرينة، وإن لم يربط إليها حيوان إذا نيط بها الحبل لقصد الإمساك، وليس كذلك، بل الأظهر أنها لا تكون قرينة، إلا بعد ربط الحيوان إليها، ومرجع ذلك النقل عن أهل اللغة.
  (و) هي (في العرف: ما يصرف اللفظ عن ظاهره، أو يقصره على بعض ما وضع له، كتخصيص العموم وتعيين المشترك)، وقد يقدح في ذلك بأن ما يعين أحد معاني المشترك غير داخل لأن المشترك لا ظاهر له فيصرف عنه ولا عموم له في معانيه إلا عند الشافعي فيقصره على بعض، فلا يكون جامعاً إلا على مذهبه فحسب.
  وأيضا فإن أو يقصره إلى آخره حشو على كل حال؛ لأن ذلك صرف عن الظاهر.
  (و) اعلم أن القرينة (قد تكون لفظية) إما (متصلة كالاستثناء ونحوه من) المخصصات المتصلة، (أو منفصلة كالتخصيص بلفظ منفصل) على ما مر تمثيله في المخصصات المنفصلة، ولو قيل كالمخصص المنفصل لكان أوقع فإنه هو القرينة وذلك واضح.
  (و) قد تكون (معنوية، وهي) أيضا (إما) أن تكون (عقلية ضرورية)، قيل كما في قوله تعالى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢] فإنه يعلم بضرورة العقل أن المسؤول