[تقسيمات المناسب]
  مثاله: المشقة فإنها مناسبة لترتيب الترخيص عليها تحصيلا لمقصود التخفيف، ولا يمكن اعتبارها بنفسها، إذ هي غير منضبطة؛ لأنها ذات مراتب تختلف بالأشخاص والأزمان، ولا يناط الترخيص بالكل، ولا يمتاز البعض بنفسه، فنيط الترخيص بما يلازمه وهو السفر.
  مثال آخر: القتل العمد العدوان مناسب لشرع القصاص لكن وصف العمدية خفي؛ لأن القصد وعدمه أمر نفسي لا يدرك شيء منه فنيط القصاص بما يلازم العمدية من أفعال مخصوصة نقضي في العرف عليها بكونها عمداً كاستعمال الجارح في المقتل.
(فرع:) [تخريج المناط]
  (ويسمى) هذا الطريق (تخريج المناط) لأنه إبداء مناط الحكم ويسمى إخالة لأنه بالنظر إليه يخال أنه علة أي يظن، وقد ينازع في صدق الفرعية على بعض الأسماء، أو عليها وعلى التقسيم، إلا أنه لا مشاحة في مثل ذلك.
[تقسيمات المناسب]
  واعلم أن للمناسب تقسيمات باعتبار إفضائه إلى حصول المقصود، وباعتبار نفس المقصود، وباعتبار اعتبار الشارع، وهاهي تفتح بعون الله أكمامها وتستوفي بمشيئته أقسامها لسعة الاحتياج إليه في هذا الباب، وإن جرنا ذلك إلى طرف من الإسهاب وذا بتأطي كشح الإطناب والاقتصار على قسر ما يتضمنه الكتاب، وسلخ حجاب حججه وتمزيق الإهاب على أن المتن لا يخلو عن الإشارة إليه معولين في الغالب على ما عول عليه ابن الحاجب من رعاية التقريب، وحسن الترتيب والتهذيب، متجافين عن كثرة تحريف عبارة شراح مختصره المحقق متجانفين عن إهمال ما نبه عليه محشي شرحه المدقق فما نذكره بمعزل عن الإبتداع وعلى مراحل من الاختراع، ولا جرم كل من أنوار المالكي مقتبس ومن تياره