[اللفظ إذا دار بين المجاز والاشتراك]
  فيكون مجازا، ولم يستعمل في من يصح عليه رقة القلب لتكون حقيقة، وقولهم: رحمان اليمامة ليس باستعمال صحيح إذ هو بمثابة أن يطلق كافر لفظ الله على مخلوق على أنه استعمال غير حقيقي إذ لم يريدوا رقة القلب.
  ونظير رحمن في ذلك نعم وحبذا وعسى ونحوها(١) فإنها أفعال، والإجماع على أن كل فعل موضوع لحدث وزمان معين من الأزمنة الثلاثة، ولم يوجد استعمالها في ذلك بعد الاستقراء على أن عدم جواز استعمالها في المعاني الزمانية معلوم من اللغة.
[اللفظ إذا دار بين المجاز والاشتراك]
  (مسألة: وإذا دار اللفظ بين المجاز والاشتراك) كالنكاح، فإنه يحتمل أنه حقيقة في الوطء مجاز في العقد، وأنه مشترك بينهما، (فالمجاز أقرب) فيحمل عليه، وذلك لنوعين من الترجيح فوائد المجاز ومفاسد الاشتراك.
  أما الأول فظاهر، (إذ المجاز أكثر) وأغلب من الاشتراك عُلِمَ ذلك بالإستقراء، والظن قاض بلحاق المفرد بالأكثر، ولأنه قد يكون أبلغ، فإن أشتعل رأسي شيبا أبلغ من شبت وأوجز، كما تقدم وأوفق، إما للطبع لثقل في الحقيقة كالخنفقيق للداهية، أو لعذوبة في المجاز كالروضة في المقبرة، وإما للمقام لزيادة بيان كالأسد للشجاع؛ لكونه بمثابة دعوى الشيء ببينة، أو تعظيم، أو تحقير كالشمس للشريف، والكلب للخسيس، ولأنه يتوصل به إلى أنواع البديع، السجع، نحو حمار ثرثار(٢)، المطابقة نحو، ضحك المشيب برأسه فبكى(٣)، المشاكلة، نحو:
(١) كبسا وسئا. تمت من هامش المخطوطة [أ].
(٢) نعني إذا وقعا في إزاحة القرائن. تمت سعد الدين. تمت من هامش المخطوطة [أ].
(٣) صدره: «لا تعجبي يا سلمُ من رجلٍ». هذا من الملحق بالمطابقة. تمت من هامش المخطوط. [وهو من قول دعبل الخزاعي. تمت].