باب في حق الصلاة والتغليس بالفجر
  لأنظرن إلى صلاة رسول الله ÷ كيف يصلي، فرأيته حين كبر رفع يديه حتى
= الخوارزمي (ج ١ ص ٣٥٨) قال: ذكر عنه إبراهيم حديث ابن حجر فقال: وائل بن حجر أعرابي لا يعرف شرائع الإِسلام، لم يصلِّ مع النبيّ ÷ إلا صلاة واحدة، قال في جامع المسانيد: وأخرجه أبو محمد البخاري في مسنده من أربع طرق انتهى.
ورواه وأخرجه الحافظ الطحاوي في كتابه شرح معاني الآثار (ج ١ ص ٢٥) ثم أطال الطحاوي في إبطال حديث وائل بن حجر وقال في أثناء كلامه: وأين وائل من ابن مسعود علماً وعملاً، وصحبة وقدم إسلام، وكثرة الملازمة لرسول الله ÷ والقرب من مكانه حال الصلاة؟! ... إلخ. اهـ وذكر طعن النخعي وكافَّة أصحاب ابن مسعود في حديث وائل بن حجر وردهم لروايته وتكذيبه الحافظ الزيلعي في نصب الراية وحاشيتها المعروفة بالألمعي على الزيلعي، وأطال في رد الحديث وإبطاله وقال: قد غلط الشوكاني في نسبة تصحيح الحديث إلى ابن خزيمة فإنه لم يصحح حديث وائل. راجع (ج ١ ص ٣١٣ وإلى - ٣١٨) من كتاب نصب الراية وحاشيتها.
قلت: وقد بحثت في صحيح ابن خزيمة فاستبان لي غلط الشوكاني كما ذكره الزيلعي والألمعي فالحديث موجود في ابن خزيمة (ج ١ ص ٢٤٢) بدون تصحيح بل قال [أي: المحقق] في تخريج صحيح ابن خزيمة: حديث وائل بن حجر ضعيف لا تقوم به حجّة ضعّفه شيخنا الألباني وبيّن وجه الضعف فيه. اهـ
وقال الشيخ محمَّد زاهد الكوثري حافظ عصره ما لفظه: حديث وائل بن حجر وحديث مالك بن الحويرث الواردان في الرفع والضم والتأمين لا تقوم بهما حجّة فهما حديثان ضعيفان. حكى كلام الكوثري وطعنه في مقدمة كتاب العقيدة الطحاوية بقلم زهير الشاوش ناقلاً له عن الشيخ الألباني ص ٢٤ طبعة أولى سنة ١٣٩٢ هـ المكتب الإسلامي، انتهى. وطعن في رواية وائل بن حجر الإمام القاسم ابن إبراهيم الرَّسِّي، والإمام القاسم بن محمد، والإمام أحمد بن سليمان، والأمير الحسين، والإمام المهدي في كتابه البحر الزخار، والإمام إبراهيم بن حورية في كتابه المسائل المهمَّة من أقول الأئمّة، ولفظه: وائل بن حجر غير ثابت ولا يحتج بروايته.
وقال السيد العلامة الحافظ الناقد عبدالله ابن الإمام الهادي القاسمي في كتابه نجوم الأنظار: وائل بن حجر مجروح أشد الجرح منافق. وحكى أن الإمام أبا جعفر محمد بن جرير الطبري ذكر أن وائل بن حجر شهد زوراً وإفكاً على حجر بن عدي وأصحابه وأهدر معاوية دماءهم بتلك الشهادة من وائل وغيره، وذكر في تاريخه جرائم صدرت من وائل وأعمال قبيحة، انتهى.
قلت: ومثل ما رواه الطبري من وائل عن الجرائم والأفعال الشنيعة أوردها ابن الأثير في تاريخه وفي كتابه أسد الغابة، وابن عبد البر في الاستيعاب، وابن عساكر في تاريخ دمشق في عدة مواضع من تاريخه بما يكشف نفاقه.
(*) وسيأتي في هذا الكتاب في باب صفة القيام في الصلاة والسجود والنهوض والقعود، الأثر رقم (٣٩٠) ما لفظه: وبه قال محمد: رأيت أحمد بن عيسى حين كبر في أول الصلاة أرسل يديه على فخذيه وهو قائم لم يضع واحدة على الأخرى. اهـ وهذا يدل على أن النقل ليس لكونه مذهباً له.