تراجم رجال الكتاب
  لأضربنّ عنقك. قال: إذاً أخاصمك بين يدي الله. قال: والله لتجيئني به أو لأقتلنك وإلّا فأنا نفي من المهدي. قال: والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها لك عنه، وأنا أجيئك بابن رسول الله ÷ حتى تقتله؟ افعل ما بدا لك. فأمر هرثمة فضربت عنقه، وصلب مع الحازمي ببغداد. هذه رواية النوفلي.
  والصحيح الذي ذكرته متقدماً أن المهدي قتله لأنه طالبه بعيسى بن زيد فقتله ولكن ذكرتُ كل ما روي في ذلك.
  وأخبرني علي بن الحسين بن علي بن حمزة العلوي، عن عمه محمد بن علي بن حمزة، عن المدائني، عن الهيثم، ويونس بن مرزوق: أن رجلاً رفع إلى صاحب البريد بأصبهان، أن أحمد بن عيسى وحاضراً بالبصرة وكور الأهواز يتردّدان، فكتب الرشيد في حملهما والقدوم بهما عليه، وكتب إلى أبي الساج وهو على البحرين، وإلى خالد بن الأزهر، وهو على الأهواز، وإلى خالد طرشت وكان على بريد طريق السند، بالسمع والطاعة لصاحب بريد أصبهان، وأمر له بثلاثين ألف، وأمره بالمصير إلى هذه النواحي، وطلب أحمد بن عيسي.
  فورد الأهواز، وأظهر أنه يطلب الزنادقة، وكان الذي أتاه بالخبر رجل بربري كان أحمد بن عيسى يأنس به، فلما قدم هذا الرجل وكان يعرف بعيسى الرواوزدي، أتى ذلك البربري أحمد بن عيسى كما كان يأتيه، فوصف له عيسى هذا وقال له: إنه من شيعتك ومن حاله ومن قصته، فأذن له فدخل إليه وهو جالس، ومعه ابن إدريس بن عبدالله، وكاتب كان لإبراهيم بن عبدالله، فبدأ بأحمد بن عيسى وابن إدريس فقبّل أيديهما، وجلس معهما وآنسهما، وجعل يرسل إليهما بالهدايا والكسوة، واشترى لهما وصيفتين، فاطمأنّا إليه وأكلا من طعامه وشربا من شرابه، فلما وقعت الثقة قال له: هذا بلد ضيّق ولا خير فيه، فهلما معي حتى أوافي بكما مصر وإفريقية فإن أهلهما يخفُّون معي ويطيعونني. قالوا: وكيف تأخذ بنا؟